من غزة إلى تل أبيب.. ما أشبه اليوم بالبارحة!

حرب إعلامية نفسية واستنزاف وتوهان فكري ما بين القنوات الاعلامية الإخبارية والمنصات المجتمعية التي نقلب صفحاتها يوميًا للاطلاع على آخر المستجدات الحربية اليومية، ليس فقط عما يدور في الحرب العسكرية القائمة بين الكيان الصهيوني المحتل وما بين ايران التي نرى واقعهما من خلال القنوات الإخبارية ومنها الجزيرة مباشر من الميدان الحربي، لكن الأدهى هو استغلال المنصات في ادارة الأكاذيب وارتفاع رصيدها الإعلامي، وهذا أشد فتكًا من الحرب العسكرية، باعتبارها أداة فعالة في تشكيل الرأي العام وتعبئته وتحريضه وتضليله بنشر الأخبار والمعلومات المتعرية بعضها عن الصحة والصدق، تحمل قوة هائلة في التأثير على الأفراد والدول والمجتمعات خاصة خلال الأزمات السياسية والحروب، بإرهاب الجماهير واشاعة الفوضى وتفعيل الصراعات، هذا ما يحدث اليوم مع الأجواء الحربية التي نعيشها اليوم، نستقبل معلومات وأخبار لا ندرك مدى صدقها، ونتداولها دون معرفة مصادرها، خلالها نستشعر بالقلق والخوف والرعب وما يمكن ان يحدث،

ألا نتذكر ما لعبته شبكات التواصل الاجتماعي من فوضى وعبثية في عدد من الدول ومدى تأثير الجيوش الإلكترونية علي فكر الشباب والتأثير بآراء المتحدثين والمحللين علي صفحاتها، سلبًا أو إيجابًا، لذلك يجب علينا تحري الصدق والتأكد من الجهات الرسمية في نشر المعلومات والأخبار، نحن على صفيح ساخن من التوترات والتفاعلات مع ما نراه وما نسمعه من جدلية وتهديدات لا تبشر بالخير من كلا الطرفين مع التهديد بضرب المفاعلات النووية، توحي بقيام حرب شرسة ما بين الطرفين تدفع ضريبتها الشعوب.

إسرائيل المحتلة تدفع ثمن جريمتها في غزة، على نفسها جنت براقش، صواريخ بالستية متعددة الرؤوس تسقط على مدنها من تل ابيب الي بيسان ومن حيفا الى بئر السبع وغيرها، تتلقي ضربات قاسية من ايران بصواريخ بعيدة المدى فما أشبه اليوم بالبارحة! المباني في تل ابيب موشحة بالسواد سيارات الاسعاف تنقل الجرحى والموتى، البنى التحتية دمرت الدخان يغطي أجواءها، فتحت الملاجئ للمستوطنين، والأجواء البحرية والجوية للمهاجرين الفارين من الصواريخ الايرانية، والمستشفيات للجرحى، صراخ وعويل واستنجاد ومظاهرات واحتجاجات، هي اسرائيل اليوم كما هي غزة بالأمس، تستنسخ نسف المخيمات والمباني بالدمار، فعلى الباغي تدور الدوائر، رددها الكثير لتضميد الجراح الغائرة، التي بصمتها اسرائيل في قلوب الشعب الغزاوي وشعوب الأمة الاسلامية العربية، مع الصمت العربي المجحف، وانحسار الاحساس والضمير العربي، ازاء ما حدث وما يحدث في غزة من استمرارية الهجمات والتجويع والترويع، نسأل الله النصر لغزة وللأمة الاسلامية والسلام والأمان لدولنا الخليجية والعربية، والهلاك والدمار للعدو المحتل اسرائيل ومن يناصرهم ويساندهم.

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

الدورات وانتشارها مسؤولية من!

لم يختلف اثنان على أن الدورات والورش التدريبية التأهيلية في أي مجال وظيفي ضرورة حتمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *