مع ارتفاع الأسعار، وزيادة الضرائب، ومع الجشع والطمع اللذين جشما في فكر هوامير السوق والعقارات، وانحسار بعض البدلات وتقليلها مع الأزمة الوبائية والضرر الذي لحق بالبعض، طبيعي أي زيادة أو مكافأة ولو قلت تكون بمثابة بلسم لتخفيف المعاناة ومواجهة متطلبات الحياة القاسية، أليس كما قيل: بسمة في وجه المريض نصف الطريق الى الشفاء، هكذا المكافأة أو الزيادة في الراتب بسمة وأمل واستقرار ولو بالقليل، فالزمن المادي يتطلب ذلك لمسايرة عواصف الغلاء التي لامست كل شيء، ولم تتوقف، خاصة ذوي الدخل المحدود والمتقاعدين قبل اصدار قرار الزيادة، وذوي الرواتب القليلة التي لا تسمن ولا تغني من جوع مع الغلاء والجشع، فلماذا استشعر الكثير الفرحة؟! لماذا كانت الفرحة شمولية بالرغم من خاصيتها؟! لماذا ضجت وسائل التواصل بالدعاء والثناء؟! وأسئلة أخرى أفرزها قرار وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية، للفتته الكريمة مع بداية استلامه الوزارة بصرف مكافأة مادية لكل إمام ومؤذن في مساجد الدولة، لحاجة المذكورين للمكافأة وزيادة الراتب، فكم كان لهذا التوجه الطيب من أثر معنوي في نفوس المستفيدين، وكم كان له من صدى ايجابي في المجتمع بالشكر والثناء، وكم تمنى الكثير أن يحذوَ الوزراء الجدد حذوه في النظر للمصلحة العامة، ونأمل ذلك، خاصة الوزارات الخدمية، وتلك بداية مبشرة بالخير لمن يحمل الحقيبة الوزارية الخدماتية المرتبطة بشكل مباشر بمصالح الناس، فالمواطن بحاجة الى من يستشعر معاناته وهمومه ويعيش واقعه وينظر لاحتياجاته، ويستمع له بباب مفتوح، وعقل مدبر ومنفّذ، وضمير محاسب، بحاجة الى مسؤول مؤتمن، يحمل أمانة الدولة بموظفيها ومقدراتها المالية على عاتقه، بحاجة من يناقش ويجادل فيما يطرح من قضايا تمس وزارته، بحاجة الى من يفعل القوانين الراكدة التي تمس الوطن والمواطن، بحاجة الى من يجز بسيفه القانوني معاول الفساد والفتن في وزارته، شعاره قوله تعالى: “وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ” هناك من المحيطين في دائرة بعض المسؤولين وزيرًا كان أو مديرًا، من لم يضع الصورة الواقعية في أجندتهم في الاطار الصحيح، وما أكثرهم بغرض في نفس يعقوب، ديدنهم التزييف والنفاق والتسلق والانتهازية والاعتماد على تقارير لواقع مختلف هؤلاء هم البطانة السيئة، كما لمسناه سابقا في التعليم وقلب الصورة الواقعية “نموذج” وما أدى ذلك الى فقدان الجودة التعليمية.
لذلك البطانة الصالحة الدائرة حول كل مسؤول وزيرًا كان أو مديرا مع التشكيل الوزاري والتغييرات المستحدثة باتت ضرورية في تغليب المصلحة الخاصة، والنظر بمنظارها لمرحلة جديدة وتغيير جديد، فالتوجيه نحو اختيار بطانة صالحة يغلب عليها الصدق والصراحة والنصح وقول الحق والتوجيه السديد للمصلحة العامة، وتخشى الله، يجب أن يكون ديدن الوزراء باعتبارها معولا للأفضل للمصلحة العامة، فالوزارة والوزير وجدا لخدمة الوطن والمواطن والنظر في شؤونه، أليست الدعوات دائما تتضمن تهيئة وتسخير البطانة الصالحة لولي الأمر، ومن يتولى شؤون الدولة وأمانة مقدراتها، فكم
من وزارات خدماتية مكانك سر لم يلمس منها نفعا ولا حمدا، نتيجة تأثير وتغيير والتواء البطانة السيئة، وضعف مقدرات الوزير الشخصية بالرغم من ماهيتها التكوينية في تأدية الخدمات والمصلحة العامة، فمن يفتح أبوابه أمام المغرضين والانصات لهم فقد خسر، ومن أغلقها واستشعر بنفسه الواقع فقد ربح، اليوم نحن بصدد وزراء جدد وحقائب وزارية مثقلة، وزراء نأمل منهم التغيير والتفعيل والنظر بعين الواقع وفيما يدور فيه، وتحريك مياه القوانين والقضايا المؤجلة الخاصة بالمنفعة العامة والوطنية.
وحسنًا فعلت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة في تخصيص يوم لاستقبال المراجعين والمراجعات لطرح قضاياهم وتفعيل ملفاتهم والنظر فيها، لتحاكي بنفسها الواقع كما هو عليه بعمل جاد وفكر واع.
تغييرات وزارية جديدة نأمل منها أن تعمل على تسريع الاداء الحكومي في ظل وجود مجلس شورى منتخب، ويكونوا خير عون لمصلحة الوطن والمواطن، نبارك لجميع الوزراء على توليهم المناصب الوزارية، وأن يكونوا على قدر المسؤولية والأمانة التي كلفهم بها سمو الأمير حفظه الله.