قطر من الفكرة….إلى الإبهار

رفع ستار المونديال على عمل أسطوري مبهر ناجح بكل مقاييس الجمال الفني التعبيري والتراثي ليكون حديث العالم، رؤية مستقبلية عقل مفكر ووعي ملهم ونظرة شمولية وثبات قيمي، اجتمعت لترسم الخطوط وتصيغ الكلمات وتردد انه يوم الوعد، ليكتمل إطاره ببصمات السواعد الوطنية الشبابية التي واصلت ليلها بنهارها بالخطط والعمل والتنفيذ، وها نحن اليوم نرى الوعد يجسّده النجاح الذي حققته قطر بكل مواصفاته.

…. كم نشعر بالفخر حين استحوذت قطر وسائل الإعلام العالمي بكل مجالاته خلال اللقاءات والمقابلات والمقالات والادلاءات،خلال المواقع الميدانية على أرض الواقع، جميعها تشيد بالجهود التي بذلتها الدولة من الدقة في التنظيم والتسهيل والترحيب والاستقبال والاحترام والكرم لكل من وطأ على أرضها، باختلاف دول العالم لا فرق، الجميع يمارس ما يريد من فنّه وثقافته وتراثه وأهازيجه في اطار احترام الثوابت، دون انحراف وتجاوز، لذلك فازت قطر لتؤكد للعالم أن الفوز تعدى شباك الملاعب الى الفوز بكسب احترام دول العالم، وقلوب شعوبها، ومصداقية الوفاء بالوعد الذي رفعته مع بداية الفوز بالاستضافة الى اليوم، وبصمت وهدوء فرضت ما تريده هي بالتوافق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” حين تجسد الاستضافة الكروية الواقع.. لتثبت للعالم أن لكل دولة سيادتها ونظمها وقوانينها وثوابتها، يجب أن تكون في إطار الاحترام والتقدير..

…. لقد شكّل العرض المبهر التمازج الثقافي والفكري والديني بين الدول كما هو الجمع بين الحداثة والعراقة، تفاصيله تتمثل في ملامحه مع بداية انطلاقه، بالاحترام والوفاء والبر والعرفان من ابن الى أبيه استنادا لقوله تعالى: “وبالوالدين إحسانا”، ليأتي الموروث بثوابته، والتاريخ بأصالته، والدين بآياته القرآنية، بدءًا بملعب البيت “الخيمة” الموروث السكني للبداوة قديما في الخليج، والزّي القطري الموروث الكوفية والعقال والثوب الخليجي، لوحات خلفية لوسيلة التنقل قديمًا لأهل الخليج، ليأتي الشاب المبهر “غانم المفتاح” رمز التحدّي والتجاوز لتحقيق الهدف والنجاح، ويبد أ بالحوار مع الممثل الأمريكي “مورغان فريمان” وينتهي بقوله “وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا”، لتكون رسالة للوحدة والتعارف والتمازج وقبول الاختلاف والتنوع بين البشر، تحت لواء المحبة والسلام، اقتداء لأمر إلهي سماوّي، والترحيب بالدول المشاركة، وتبدأ الوصلة الغنائية بنسيجها الوطني الغربي من كلمات وأداء وعروض، وتختتم بكلمة صاحب السمو الشيخ تميم حفظه الله مرحبًا بالجميع ملخصًا رسالته في كلمة موجزة تدعو للتعايش بين الجميع قائلًا: “ما أجمل أن يضع الناس ما يفرقهم جانبًا لكي يحتفوا بتنوعهم وما يجمعهم في الوقت ذاته”.

…. المونديال هزّ الشباك العالمية قبل أن تهز الكرة الشباك القطرية، ونجحت قطر وانتصرت، فالكرة خسارة وربح، انتصار وانهزام، قاعدة كروية ألفناها، لكن أعظم نجاح حققته قطر تجاوزها التحديات والمخططات والاعلام المدفوع والحملات المغرضة الذي واجهتها بصمت وثبات وعمل دون الالتفات لها، لتكشف عن انجازات ادهشت العالم وعلى جميع المستويات. وذلك ضمن رؤية 2030 ومازال قطار التنمية مستمرًا لتتبوأ مراكز متقدمة في المؤشرات العالمية في مجالات عدّة….

فازت قطر حين رفرف العلم الفلسطيني في ملاعبها بكل ثقة لإيمانها بالقضية الفلسطينية، وداست بثقتها على زمرة المتطبعين وحين جعلت الاسرائيلي

على أرضها منبوذا من الجماهير العربية.

…هي قطر التي تجاوزت جميع التحديات والصعاب فشقت طريقها نحو النجاح بالصبر والارادة والعمل.

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *