النطق بها كان على خجل، تتوارى ممارستها باستحياء وراء جداريات البيوت وأماكن تجمع من ابتلي بها، إنها المثلية الجنسية أو الشذوذ الجنسي، التي غزت العالم بكل مظاهرها سلوكاً ولفظاً ونقاشاً دون خجل واستحياء وخوف، وتحداها القرآن الكريم بالتحريم، باعتبارها جريمة دينية وأخلاقية تخالف الطبيعة الجنسية البشرية، هي فاحشة نسبت إلى قوم لوط (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ* إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ*).
اليوم نحن في عالم متغير ومختلف باختلاف البشر والأفكار والمفاهيم والسلوكيات، عالم مجرد
أو شبه معدم من الثقافة الدينية، والتي يفسرها اليوم ما يرد في فكره من المجتمعات الغربية من الالحاد والمثليات، ويتقبلها بكل أريحية، بفكر مجرد من القيم والجدل، يستقيها من شبكات التواصل الاعلامية ومن المدارس الغربية، ومن الانفتاح المجتمعي على العالم الآخر، وتقبل المجتمع عناصر بشرية بكل مفرزاتها الثقافية والعقائدية والدينية، تمرح وتسرح بين أركانها وردهاتها بأرضية ممهدة سلسة، لا تستنكر ولا تمنع ولا تتابع ولا تعاقب، ولا تنظر ولا توازن بين اختلاف المفاهيم والقيم الاسلامية وضرورة احترامها وبين المفاهيم الغربية وضرورة نبذها، فهناك خطة استراتيجية غربية سرية لنشر الشذوذ الجنسي في العالم الاسلامي وتعميمه والتي بدأت عام 1987، هدفها كيف يجعلون المسلمين يقبلون على الشذوذ الجنسي، باعتبارهم أنهم يمثلون العائق الأول في محاربة الشاذين «المثليين» واعطائهم حقوقهم والاحتفال بهم علنًا والتفكير فيهم والحديث عنهم، وتصويرهم بأنهم ضحايا وغيره من خلال الوسائل الاعلامية المفتوحة والفضائيات، لا يختلف عن ذلك انتشار الإلحاد، وتوجد وزارة خارجية لدولة عظمى تمول برامج الإلحاد في الدول المسلمة بهدف إقصاء الاسلام من المشهد السياسي، وتشجيع الأفكار الهدامة المتعارضة مع الدين تحت ستار الديمقراطية والحرية الشخصية، القبول بالإلحاد كفكر، والمثلية كحرية شخصية، لخلق جيل متمرد على الهوية الاسلامية، وسيطرته على العالم.
الآن نحن على أبواب استضافة أكبر حدث رياضي جماهيري لم يبق سوى أشهر معدودة، وتوافد جماهير بشتى أنحاء العالم باختلافات الثقافات والعادات والعقائد والسلوكيات بمفاهيم مختلفة ومتعارضة عن قيم مجتمعنا الاسلامي المحافظ، مما يسترعي أخذ الحيطة والحذر من المجتمع، كما لا يفوت الجهات القائمة على هذا الحدث الكبير أن المجتمع يؤثر ويتأثر، وهذا التوافد الكبير ينتج عنه تمازج واختلاط بين الفئات بمختلف الأعمار، وهنا تجب الاشارة الى فئة الشباب، نحن نسمع ونرى فئة قليلة منهم اتخذ هذا الطريق ويتضح ذلك من خلال الحركات والسلوكيات واللبس والكلام ذكورا كانوا أو اناثا، وكذلك خلال الأفكار المنحرفة عن الدين نخشى من الامتداد، لذلك علينا أفرادا ومؤسسات ومسؤولين وصناع قرار التصدي لهذه الظاهرة بكل الوسائل الدينية والاصلاحية والقانونية حتى لا تستفحل، والمسؤولية الأولى تقع على عاتق أولياء الأمور والمدرسة بالتذكير والتنبيه والتوجيه والمتابعة، فما هو قادم لا يبشر بخير من الإلحاد والمثلية التي بدأت بوادرهما تغزو العالم الاسلامي. في خطط واستراتيجيات غربية هادفة لا تغيب عنا، لذلك استوقفني تصريح سمو الأمير الشيخ تميم – حفظه الله – الموجهة الى جميع الجماهير الرياضية، التي ستتوافد الى الدوحة لحضور مباريات كأس العالم 2022 في كلمة معبرة «لم نقم بمنع أي شخص عند القدوم الى قطر، والاستمتاع بكرة القدم، ونتوقع من الجميع احترام ثقافتنا»، كلمة مختصرة بليغة تضع خطا أحمر بين الحرية الشخصية بممارستها السلوكية والعقائدية والدينية وبين هوية المجتمع القطري وثقافته وثوابته الدينية والاخلاقية والقيميّة. وكما أكد عليه رئيس الفيفا «على القادمين لكأس العالم احترام ثقافة المجتمع القطري».
نسأل الله الخير لمجتمعنا والنجاح للحدث الرياضي.