اليوم نعيش واقعا كرويا بمصداقية الوعد، ليضع حدا فاصلا لما قيل وما يقال وما سيقال من إفرازات غير أخلاقية وغير سلوكية، والاصطياد في الماء العكر تجاه دولة قطر، من بداية الفوز بالاستضافة حتى هذا اليوم من أفراد ومؤسسات إعلامية ومنظمات حقوقية ودول معادية وذباب إلكتروني مدفوع، حالات استثنائية شاذة سقطت جميعها أمام النجاح الذي حققته قطر باستضافة المونديال بكل مواصفاته وتفاصيله غير المتوقع في حساباتهم العقيمة والمغرضة، لتصبح قطر الآن كذلك هي الاستثنائية في نظر الجماهير العالمية، التي تعرفت على قطر عن قرب وعلى أرضها بسيادتها وقوانينها وأخلاقياتها وسلوكها أمام الآخر، كما هي الاستثنائية في القدرة والتمكن من استضافة جميع الفرق المشاركة على أرض صغيرة أعجزت عن استضافتها الدول الكبرى المتقدمة لتتحدى الغطرسة الغربية والهيمنة الغربية والاستعلاء الغربي، وتجهيز ملاعبها لتستوعب عدد الدول المشاركة وجماهيرها ومشجعيها من الدول الأخرى.
اليوم أجواء الدوحة تتحدث عن نفسها، تشهد فرحا لا مثيل له في جميع منشآتها السياحية ومراكزها الإعلامية، بشهادة من حضر على أرضها، جماهير العالم تعيش بأريحية وسلام وأمن، وتآلف وتمازج. أصبحت قطر اليوم قرية صغيرة تحوي العالم بأكمله بجماهيره وعاداته وثقافته ومستوياته بكل أريحية ورحابة صدر وسعة مكان لتقول للعالم “هلا فيكم قطر وبر وبحر تحييكم” تدحض ما قيل من ادعاءات حولها بشأن حقوق الإنسان وحقوق العمالة، وتسحب بساط الاتهامات من المحاكم القانونية الدولية، لتقول هذه قطر الصغيرة كما ترونها الآن كبيرة، بفرضية سيادتها ونظامها وقوانينها، وضرورة احترام إطارها الإسلامي الذي يحكمها كدولة إسلامية دون تجاوز هذا الإطار، المساجد تصدح بالأذان في أوقاتها، المصلون يتوافدون على المساجد بصورة جماعية من مختلف الدول، الملاعب خالية من المسكرات المحرّمة، ومن الإشارات والرموز العقائدية والمثلية، والدعوة للإسلام منهجها، والإنسان هو هدفها، والجماهير بكل دولها وثقافتها تعيش مع الآخر بكل أمن وسلام وتآلف وتعاون، لا اعتداءات ولا مغالطات، القضية الفلسطينية المنسية والغائبة في الأجندة العربية في سنواتها الأخيرة حاضرة اليوم على أرض قطر بأبنائها بأعلامها وشعارها وكوفية أبنائها، وهتافات الجماهير العربية الحاضرة “بالروح والدم نفديك يا فلسطين” صور جميلة أخلاقية وإنسانية وسلوكية وترفيهية، ووجهات نظر إيجابية، تنقلها وسائل الإعلام بقنواتها ومنصاتها يوميا من واقع المونديال. كما هي هتافات الجماهير العربية ووحدتها بالتشجيع للمنتخبات العربية وسط أجواء الملاعب، فكم هي جميلة الوحدة العربية والتلاحم العربي، الذي نسجت خيوطه اليوم دولة قطر “مونديال 22″، لتؤكد أن الشعوب التي فرقتها السياسة تجمعها روح واحدة ووحدة مشتركة، وهدف واحد..
…. إنها قطر التي وقفت وتجاوزت التحديات والضربات والعوائق مسبقا ووقفت على جسر متين بإصرار وثبات لتؤكد أن السيادة القطرية خط أحمر لا يمكن السماح بالتدخل بها، كما تقف اليوم أمام المواجهات لتقول إن الثوابت كذلك خط أحمر، وأخضعت كل من أراد ويريد زعزعة أمنها وثوابتها بمد جسور التسامح بعقلانية وحوار وهدوء ففرضت الاحترام والتقدير والالتزام والنظام، وفتحت بوابتها لاستقبال شعوب العالم بكل أطيافه على أرضها لتقول للعالم إن التواصل بالعقول والقلوب وليس بالحواجز والأشواك، ها هي القلوب والعقول تتآلف وتتوحد لتشكل كتلة إنسانية بعيدة عن التعصب لمذهب أو لون أو لغة أو دولة أو دين، بعيدة عن كل الخزعبلات والأبواق السياسية، نعم لا يهم ما قيل وما يقال وما سيقال فصورة نجاح المونديال قد رسخت قواعدها في قطر بأميرها وشعبها، رجالها ونسائها، في قلوب من حضر ومن سمع ومن شاهد كما رسخت
احترام ثوابتها في عقولهم، فهذا رئيس وزراء بريطانيا السابق “توني بلير” يقول “علينا إظهار الاحترام لقطر فهذا أكبر حدث يستضيفونه”. ونحن نقول كما غنى المطرب فهد الكبيسي: العالم كله ايد وحده،، هيا هيا نستمع،، يلا يلا نشجع،، الدوحة غنت لك هيّا…..