كبار في الوقت الذي توارى فيه العرب الكبار وراء ضباب المصالح ليكونوا صغارا أمام العالم وموضع استهزاء «شاخ أطفال غزة قبل أوانهم». عبرت عنهم الشاعرة فدوى طوقان؛ أطفال غزة كبروا أكثر من سنوات العمر « حقًا إنهم كبار بلغتهم وأفكارهم وصبرهم وارادتهم ودينهم ويقينهم بأن النصر حليفهم طال العدوان الاسرائيلي أو قصر مداه، وايمانهم بقوله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } ما هي القلوب النضرة التي تحملها أجساد أطفال غزة المنكوبة من الثبات والاصرار والجلد !! ما هو الفكر الواعي الطفولي الذي جعلهم يتحدّون العدو الاسرائيلي وهم أطفال بكلمات أعجزت أنظمتنا العربية من التحدث بها خوفًا ورعبًا من أسيادهم الصهاينة وأمريكا،!!
أليس التطبيع والانقياد للعدو جريمة وذلا !! أليس صمتنا وسكوننا ونحن نرى جثث الشهداء تجرفها آليات العدو بدمائها دون توقف، وبينها الاطفال يبحثون بين الجثث عن والديهم، عارا علينا كأمة اسلامية متجاهلين قوله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) فتاة كردية ايزيدية لخصت فيها كل شيء « أيها المسلمون نحن لن نضركم بكفرنا ولكنكم قتلتونا بايمانكم « إنه الايمان الذي يدفع أطفال غزة من وسط ركام المنازل وأصوات الصواريخ وتحت نيران القصف، وبين جثث الشهداء يقفون صامدين أمام شاشات القنوات الاعلامية يتحدثون بلغة الحرب ولغة الايمان والدين يقفون شامخين ثابتين يتحدون كل المفاوضات والعهود والاجتماعات التي لا تغني ولا تسمن من جوع حاملين في قلوبهم الأمل بأن للفلسطينيين حق، عودةً وأرضًا ووعدًا و ميعاداً، مطالبين بحقوقهم وضمان حمايتها من المؤسسات الدولية والعالم أجمع ويوجهون رسائلهم.
إلى الحكام العرب الصامتين المتواطئين والشعوب العربية، «خسارة العروبة فيكم « «طخوا أخواتي وضليتوا ساكتين» «عند الله تجتمع الخصوم ؛ ابقوا في منامكم وشاهدوا أطفال غزة قد أهلكهم الجوع، النفط العربي للعدو.
خبتم وخاب مسعاكم « وفي ضوء ما يحدث على مرأى العالم من اعتداءات متوالية لا تقف رحاها، ها هي الولايات المتحدة حليفة الصهيونية والمشاركة معها بإمدادها بصواريخها في ابادة غزة تنأى بنفسها كدولة عظمى عن مسؤولياتها تجاه ما يجري في غزة من ابادة جماعية غير مسبوقة، رغم فداحة الخسائر البشرية والتدمير الممنهج الذي تمارسه دولة الاحتلال، تدوس بأرجلها على الحقوق الانسانية التي تطالب بها،،. غزة قد أبيدت وكأنها لم تكن، ورفح قد طوقها الاحتلال للسيطرة على مزيد من مساحات القطاع الفلسطيني بعد إجلاء سكانها،،، ويتوجه رئيسها بعدوانيته الى جغرافية أخرى المتمثلة بالحرب الروسية الاوكرانية بداعي احلال السلام بين هاتين الدولتين، كما انشغل «ترامب» الحليف الأول للعدو المحتل بموضوع الضرائب والرسوم التي فرضها على الكثير من دول العالم، ناهيك عن الانشغال بموضوع الملف النووي مع ايران والتي كان هو السبب في الغائها في الفترة الأولى. وفي ضوء ذلك كله ترك الحبل على الغارب للعدو الصهيوني المحتل لينشب مخالبه لمواصلة عدوانه وهمجيته على غزة واستمراره، في الوقت نفسه لا يتوقف اعتداؤه على سوريا ولبنان، لكن! وماذا بعد تلك الهمجية الصهيونية الأمريكية من خطط مستقبلية ورؤى بعيدة المدى، للزحف على أراضينا ونحن غارقون في الملهيات الدنيوية التي أعمت أبصارنا وأشغلت قلوبنا،،
.. عفواً أبناء غزة أنتم تدافعون عن قضيتنا ونحن نرقص على جراحكم
.. نسأل الله الثبات والنصر لفلسطين وللأمة العربية والإسلامية،،