بالأمس كنا ننتظره ونبارك بقدومه، إنه شهر رمضان المبارك، اليوم سويعات قليلة سيرحل، وما بين القدوم والرحيل أيام مرت كالبرق الخاطف لا ندرك كيف قضيناها لسرعتها ما بين عبادة وصلاة وتلاوة للقرآن وصدقات وصلة رحم ومناسبات وفعاليات وغيرها نسأل الله القبول الحسن والفوز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار ونحن في الأيام الأخيرة من هذا الشهر الفضيل نعود إليه أو لا نعود في علم الغيب.
…. كنا نعتقد مع دخول هذا الشهر الفضيل الذي تصفد فيه أبواب الشياطين الاستقرار والأمن والسلامة لأهل غزة بناءً على الاتفاقيات والمفاوضات في تبادل الأسرى والهدنة بين إسرائيل وحركة المقاومة، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، لإنهاء نزيف الحرب الصهيونية الإسرائيلة الأمريكية على قطاع غزة، وانسحاب إسرائيل وإعمارها، إلا أن أبواب الصهيونية اليهودية لم تصفد. المفاوضات والوعود والاتفاقيات ذهبت في مهب الريح، الحرب على غزة جارية، آلاف الشهداء والجرحى باختلاف الأعمار، قذائف صاروخية أمريكية مدعمة تسقط على رؤوس الأبرياء في المخيمات لتخلف جوعًا مفعمًا، وعطشًا قاسيًا، وأجساما منهكة، ليمتد جريانها إلى جنوب لبنان لتخلف العشرات من الضحايا وبلا ذنب،، في شهر فضيل يتفرغ فيه المسلمون للطاعة والعبادة والتوجه لله، عمليات مقصودة لإشغال العقول والقلوب عن إعطاء الشهر الفضيل حقه
لكنهم يهود قاتلهم الله، شياطينهم لم يصفدها إلا الملكوت الأعلى الذي صفد أبواب الطغاة والمستبدين والكفار من الأقوام البائدة بإزالتها، قوم لوط وعاد وثمود وقوم إبراهيم وصالح نموذج، بسبب كفرهم وجبروتهم وطغيانهم عاقبهم بشتى أنواع العقاب، بالغرق والرياح والأمراض، وسيأتي اليوم لإسرائيل ستهزم وتعاقب، وسيعود الأقصى لأحضان المسلمين وتتمزق العباءة الصهيونية مهما بلغت قوتها ومدتها، فقوة الله لا تضاهيها أي قوة،،
ـ…. كما هي شياطين الإنس في السودان باستمرارية حربها في شهر فضيل دون الاستشعار بعظمته وفضله ولم تصفد أبوابها ويتنفس شعبها الصعداء إلا في الأيام الأخيرة من هذا الشهر الفضيل 21 مارس 2025 بعد سيطرة الجيش على القصر الرئاسي واستعادته من قوات الدعم السريع في الأسابيع الأولى للحرب التي بدأت في 15 أبريل 2023 وسط تهليل وفرحة الشعب السوداني بعد معاناة مؤلمة مع حرب دامية حيث الرصاص والاغتصاب والتجويع القسري والنهب، مشاهد نراها يوميا عبر الشاشات الفضائية،، يؤلمنا أننا في أجواء رمضانية ربانية تصفد فيها أبواب شياطين الإنس والجن، والأدهى حين يكون الصراع بين حرب داخلية ومواجهة ضدّين يربط بينهما حبل مشترك في الدين واللغة والوطن أكلت الأخضر واليابس راح ضحيتها تهجير الملايين بلا مأوى. ها هو رمضان سيرحل والحروب والصراعات قائمة لا تنتهي بل تزداد وتيرتها، ولا تصفد
أبوابها.. نسأل الله أن يحل علينا رمضان في السنوات القادمة بالأمن والسلام والاستقرار للأمة الإسلامية.