المشاركة الشعبية تتجلى في أبهى صورها

أنا وأنت ونحن صغارا وكبارا، جميعاً نمثل الوطن، بلا مفارقة ولا تزكية ولا فضل، صورة تحدثت عن نفسها في جو ايجابي سلس ومسؤولية جادة، وفي تحقيقها وتفعيلها تنفس المواطن منه عبير المشاركة الشعبية لمجلس شورى منتخب مستقبلا، اجتهادا وقولا ورؤى ووعودا، انتظرناه منذ سنوات، وها هو الآن تحقق، واقتداءً لقوله تعالى {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ } نقول شكراً لكل من بذل واجتهد وحاول وعمل ووعد وتمنى. شكرا لكل مواطن وللاعلام خاصة تليفزيون قطر وتفعيله للبرامج التوعوية المستمرة ولقاءاته المباشرة وتغطيته للحدث من نقطة البداية. شكراً للجهات الحكومية المشاركة في التنظيم والتعاون، شكراً للمرشحين والناخبين ولكل حس وطني استشعر أن للوطن حقا، وللمواطن حقا، وللدستور حقا، فسارع في خطاه لترجمة هذا الحق بحماس دون نزاع وتثنية، دون ملل واحتجاج، ثم الشكر الأكبر لصاحب السمو الأمير، حفظه الله، الذي حرّك هذا الجو الايجابي، وتتويجه بصوت المواطن، ومنحه الحق في الترشيح والتصويت كحق من حقوقه، سيجل له التاريخ هذا الانجاز، ولسمو الأمير الوالد الذي كان له الفضل في اصدار الدستور الدائم للدولة، والذي تضمن في أحد بنوده إجراء انتخابات مجلس الشورى.

بالأمس كان صمتاً انتخابياً، فكان النهاية لبداية مشاركة شعبية وليدة، عشناها بكل تفاصيلها لتضع النقاط على الحروف، بداية يجب أن نرفع خلالها قوله تعالى: { وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ} ومعه كذلك لا ننسى قوله تعالى لنبينا نوح عليه السلام لمصلحة الأمة والشعب {يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ } بمعنى أن يكون صاحب عزيمة وارادة قوية وتصميم صادق وأهداف محققة مشتركة للمصلحة العامة. هكذا يجب أن يكون مبدأ المرشح قبل أن تخطو قدماه عتبة مجلس الشورى المنتخب.

الأيام القادمة ستكون هي الحكم الفاصل في العمل الجاد، وستفتح ملفات المرشحين أمام المسؤولين وصناع القرار والسلطة المخولة في حق اصدار القرارات وتغييرها وجها لوجه بلغة حوارية ومجادلة مقنعة لتجسيد القضايا، ومحاسبة منطقية لمن يعرقلها ويؤجلها. لا نريد برامج صوتية كفقاعات انتهت بوقتها، وخطوط مكتوبة مصيرها التأجيل والتسويف والادراج المغلقة، ولا قضايا معلقة في أروقة المحاكم القضائية طال مداها، نريد القوي الأمين، نريد فعلًا لا قولاً، جدلًا قويًا لا تسويفاً مؤجلًا.

اليوم المواطن يعقد آماله على الثلاثين مرشحا لتمثيله ونقل قضاياه وماذا يريد! وفق القوانين واللوائح في الدولة، مجموعة قضايا متكاملة تعليم وصحة، واحتياجات خاصة وقرض وأرض وتوظيف وتمكين الشباب من أجل عيش كريم ومستقر، وتسوية وضع أبناء القطريات وغيرها. الأعضاء الجدد لهم أولويات في قراءة وتغيير اللوائح وتعديلها، فالتنوع في التخصص سيكون سبيلًا للنجاح فهناك الطبيب والقانوني والمهندس والمعلم وغيرها، فتبرز تحديات ومشكلات كثيرة مع التطوير والتحديث والتنمية يجب أن يكون المرشح واعيًا لها لمناقشة ما يعرقل سيرها بنتائج ايجابية للمصلحة العامة.

حركة دائبة منظمة ودقيقة، وسواعد شبابية حملت على عاتقها آلية التنظيم والتوجيه والتسيير الدقيق لوصول الناخب الى صناديق الاقتراع والإدلاء بصوته بسرية تامة، عشنا وتيرتها امتزجت فيها مشاعر الوطنية الحقة، والوحدة الوطنية، والامانة بالرسالة، في تنظيم دقيق، وهدوء تام، كل يأخذ موقعه ودوره ليصوت لمرشحه بسلاسة واجتياز سريع، بفضل الجهود التي بذلتها الجهات المسؤولة عن التنظيم والاشراف عليه، بدءًا بتطبيق الاحترازات الصحية، وانتهاء بمراقبة الناخب وتوجيهه حتى الوصول لصندوق الاقتراع. فمن فاز ومن لم يفز، تلك تجربة جديدة خاضها الجميع بجهود ومصداقية ووعي وحب للوطن والمصلحة العامة، نبارك للجميع، وللوطن هذا الحدث الكبير.

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *