قطرنا الحبيبة بين المجد والإنجاز

بين بلاد العرب أوطاني اجتمعت الشعوب العربية على أرض الدوحة، وبين خليجنا واحد وشعبنا واحد اجتمع قادة دول الخليج على أرض الرياض تحت قبة مجلس التعاون، صورتان رائعتان إطارهما الوحدة والترابط مهما كانت الأهداف ومهما طال التباعد وتأزمت العلاقة ونشبت الفرقة مخالبها بين الدول والقادة أو بين الشعوب، تلك أزمات تنجلي، وفتن تنطوي، وأمواج جزرية تتوارى، في ضوئها تبقى المشاعر العربية حاضرة في القلوب تؤججها المودة والحب والدم العربي الواحد والعرق العربي الواحد.

صورتان جميلتان خلقتا بُعداً جميلا من اللحمة الواحدة المشتركة، دين ولغة وتاريخ. هنا في الدوحة الشعوب العربية تعيش معنا فرحتين، فرحة مونديال العرب بكل مواصفاته الرياضية، استعداداً وتنظيماً واحتفالا، لتعطي الضوء لنجاحها بإجماع من حضر رياضيًا وإعلاميًا وجماهيريًا وعلى المستوى العالمي وترسل رسالة إلى العالم أن قطر قادرة على تنظيم أكبر حدث رياضي لبطولات عالمية، لتتزامن الفرحة الرياضية بفرحة قطر بيومها الوطني، لتكتمل الصورة وتتزين الدوحة بكل مناطقها ومرفقاتها وبيوتها وميادينها بوشاح الاحتفالية بهذا اليوم، وتعيش الشعوب العربية القادمة من دولها لحضور المونديال الأجواء القطرية الوطنية بكل أمن وأريحية وإشادة وفرحة مشاركة وتفاعلا.

وهناك في الرياض تحت قبة مجلس التعاون التحمت الأيادي لتسطر في بيانها الختامي عن المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الثانية والأربعين ضرورة تثبيت الوحدة وقوة التماسك وتحقيق التنسيق، وتجديد الدعم الخليجي المشترك لدولة قطر لإنجاح كأس العالم 2022، إنها البداية لعودة المياه إلى مجاريها لتكون ستارًا صلبًا أمام من يحاول أن يكسر أسوار الوحدة الخليجية ولوحدة الصف الخليجي، لنفض غبار الماضي بكل إرهاصاته السياسية والإعلامية والشعبية والأسرية، وتحقيق أمنيات المواطن الخليجي التي طالما كان يأملها في أجندة النقاش في اجتماعات المجلس السابقة.

جميل أن تجتمع الشعوب العربية على أرض واحدة حتى لو كان الهدف رياضيا والأجمل أن نرى قادة دول مجلس التعاون على طاولة واحدة، حدثان عمقا حبل الترابط العربي الذي كنا نحلم به، ونتغنى به ألا نتذكر كلمات الحلم العربي «ده حلمنا طول عمرنا حضن يضمنا كلنا». هانحن نرى حضن قطر يضم الشعوب العربية رياضيًا، بعيدًا عن المفارقات السياسية التي انصهرت مع تلاقي الأقدام على ملاعبها والركلات على شباكها.. نأمل أن يكون هذا التلاحم ثابتاً لا يمس أطرافه مصلحة إقليمية أو سياسية على حساب التفرقة بين أبناء الشعوب والتذوق من مرارته..

اليوم قطر بلد الأمن والحضن الواسع، بلد التسامح والتصالح في أجمل حللها عيد وطني، وفوز ونجاح رياضي، وشوارع وطرقات تحاكي الحدثين، إلا أن الوقت الزمني للحدثين سينقضي، ويبقى الإنسان وكيفية تعامله مع وطنه، ومقدرات وطنه، وطوعية أخلاقه من أجل تكامل الصورة الوطنية بأجمل حللها.

بثوابتها الدينية والخلقية وسواعدها البشرية المنتجة من أجل تنمية مستقبلية واعدة، ومن أجل الحفاظ على قطر كيانا وسمعة، وأمنا واستقرارا. مبروك لقطر أميرًا وشعبًا بعيدها الوطني وفوزها الرياضي بالمركز الثالث، عرس كرويّ عربي، ويوم وطنيّ عاشتهما دولتنا الحبيبة قطر بكل فرحة ونجاح، وبأمن وأمان، وازدهار وتقدم، حفظ الله قطر بأميرها وشعبها،،، وكل عام والجميع بخير.

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *