يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم لولوة الخاطر حول الاهتمام بالعملية التعليمية وتغيير بعض مساراتها، بناء على ما أصدرته سعادتها بداية حول تمكين اللغة العربية كلغة أساسية في المناهج التعليمية في كل المدارس التعليمية الحكومية والخاصة والدولية، كما يعزز تلك المكانة للغة الضاد الاعلان عن مبادرة «راسخ» من المبادرات التي تولي وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع مؤسسة قطر على تفعيله كشراكة استراتيجية هادفة الى تعزيز اللغة العربية وترسيخ الهوية الوطنية في المناهج التعليمية الدولية كلغة علم وثقافة وضمان دورها المحوري في زيادة وعي الأجيال القادمة، بأهمية دور اللغة العربية في تعزيز الهوية الوطنية في ظل التحديات العالمية، خطوة ايجابية تؤكد التزام وزارة التربية والتعليم ومؤسسة قطر مستقبلا بنقل القيم الثقافية الأصيلة الى الطلاب ليكونوا خير سفراء للغتنا العربية وهويتنا الوطنية وقيمنا الدينية للعالم. ولا يغيب عنا ما يركز عليه سمو الأمير حفظه الله في خطاباته بقوله «ضرورة توفير أفضل مستويات التعليم للمواطن التي تضمن له الرقي والتقدم والاهتمام بصحته البدنية والنفسية وتحافظ في الوقت نفسه على هويته ولغته العربية. فجميع شعوب العالم قد تطورت بلغتها وطورتها معها».
…تعزيز اللغة العربية في المدارس بأنواعها الحكومية والخاصة والدولية بات ضروريًا، والتأكيد على ترسيخها واجب وطني، لإعطاء لغة القرآن مكانتها، تصريح وزيرة التربية والتعليم يستحق الثناء في وقت تعاني الأجيال التعليمية من هشاشة في النطق والكتابة باللغة العربية، نتيجة تهميش مادة اللغة العربية في المناهج التعليمية وتقليص جدولتها، وعدم تعزيز دورها كلغة أساسية واتضح ذلك مسبقا مع تشغيل المدارس المستقلة.
.. ومع تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم تذكرت اللقاء التعريفي بتاريخ ١٧ / ١/ ٢٠٢٥م لمبادرة مركز «هويتي» «كلمني عربي» الذي يسعى ويهدف الى تعزيز مكانة اللغة العربية واعادتها لمكانتها الحقيقية في الحياة اليومية باعتبارها أساس الهوية الاسلامية الوطنية ولغة القرآن الكريم، وضرورة تمكينها للأجيال القادمة، وما يقوم به المركز من فعاليات وبرامج من أجل حما يتها.
… هكذا تتطلب اللغة العربية جرعات من المبادرات التعليمية والثقافية والمجتمعية بضرورة التركيز عليها باعتبارها مسئولية مشتركة لحمايتها واعادتها إلى هويتها العربية وتثبيتها بأصولها اللغوية في جميع مناحي الحياة للحد من الأعجمية والتكسير والتشويه والتأتأة عند النطق بها، والخطأ في حروفها عند الكتابة، نتيجة استخدام المفردات الانجليزية والتمازج والثنائية بينها وبين اللغة العربية، بفعل التقدم الحضاري التكنولوجي والاعتماد عليه في المدارس والجامعات والمؤسسات والوزارات والشركات باللغة الإنجليزية وانتهاء بالخدم في البيوت باختلاف اللغات والجنسيات، بذلك تراجعت لغتنا العربية الى الخلف في الاهتمام كتابة ومحاورة ولغة، وتشوهت جمالياتها البلاغية والنحوية، وهزل كيانها، لذلك نحن بحاجة الى منصة قوية لإعادتها الى مكانتها من القوة والجمال، نأمل أن تعود للغة العربية قوتها لفظا وكتابة وخطا كما كانت عليه. شاكرين كل الجهود المقدمة لترسيخ هويتنا بلغتنا العربية وتمكينها وكما قيل «اللغة وطن، ومن فقد لغته فقد وطنه».