المعارض التجارية… والجدوى من تكرارها

معارض تجارية عشوائية التوقيت الزمني في إقامتها، وكأنها في سباق ماراثوني للوصول الى الهدف الربحي، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، وبمسميات مختلفة، ومانشيتات متفاعلة، تجد ضالتها المادية الربحية المرتفعة من هذه المعارض بالاعلان والنشر، معارض باهظة الأثمان في أسعار منتجاتها.. فرصة لا تعوض للربح السريع، والتلاعب على العقول، مزدحمة في روادها من المستهلكين، متماثلة ومتكررة في منتوجاتها وعروضها، نفس الوجوه ونفس الشركات العارضة، نفس المنتج..، ينتظر إقامتها بالرغم من الاستغلال في ارتفاع الأسعار، كما هو الاستغلال في أرضية التأجير، كل يلقي ظلاله على الآخر، المستفيد منها الجهات المنظمة التي تعمل بصفة مستمرة على إقامة هذه المعارض وتكرارها، والتي تجد من يدعمها في تسهيل الرخص التجارية والموافقة بلا تعقيدات تدعمها المصالح والمنافع المشتركة الخاصة من مبدأ “شيلني وشيلك “والا لماذا ترسي الموافقة على نفس الجهات المنظمة

بنفس الجهات العارضة سواء كانت شركات أو أفرادا.

…. نتباكى ونشتكي ونستنكر وننتقد من ارتفاع الأسعار الباهظة في أسواقنا المحلية التجارية، التي أرهقت جيوب المستهلكين، ولن تجد طريقها للحل عند المسؤولين والجهات المختصة،، حتى باتت معظمها خاوية على عروشها لا بيع ولا مشتري ولا ربح، ويلمس معها مدى التناقض ما بين الشكاوى من ارتفاع الأسعار في الأسواق والمجمعات التجارية، وما بين التهافت في الشراء والاقتناء من المعارض التجارية وبأسعارها الباهظة واستغلالها، وكأن تلك المعارض على رؤسها الطير، أسواقنا تعج بالبضائع الاستهلاكية وغيرها باختلافها وتنوعها لا فرق، وأسعار أقل من عرضها في المعارض، والمستهلك على يقين، كما هي المنتجات النسائية من ملابس وعطورات وعباءات التي تباع بأسعار باهظة خيالية اذا قيست بالأسعار في دولها، ومع ذلك يزداد التهافت والشراء.

… ألا نلاحظ وفي أقل من شهرين كم من المعارض الاستهلاكية الغذائية والمستلزمات النسائية القائمة في المجتمع من معرض الربيع التجاري.. الى معرض المورد.. ومعرض فريق السد.. الى الإعلان عن معرض طيب الحزم وغيرها.. لم يفرق بين إقامة المعارض الا فترة قصيرة زمنية، وإن اختلف المكان الا ان التشابه في المنتجات هو المفصل في بعضها، خاصة المواد الاستهلاكية اليومية والمستلزمات النسائية والتي نجدها في أسواقنا المحلية.

…. إقامة المعارض التجارية مطلب مجتمعي، يهتم بها عالميًا لعرض الأعمال والمنتجات باختلافها وتنوعها، ولسنا ضد اقامتها فهي تدخل في باب المنافسة في الانتاجية وفي الابتكار والمستجدات، وتبادل الثقافات، كما هي وسيلة لتعزيز التعاون واكتساب الخبرات بين الدول المشاركة، وتدعيم الانتاج المحليّ، وعقد الصفقات كما هي المعارض الخاصة بالآليات والمعدات الخاصة بالبناء، بالاضافة أن المعارض تعتبر واجهة استثمارية اقتصادية، “معرض قطر الزراعي البيئي “نموذج ” اللذان أقيما من

فترة وجيزة مسبقة،، ونظمتهما وزارتا ” البلدية، والبيئة والتغير المناخي” وما حققاه من نجاح في الاستقطاب، التي تثري الحركة الاقتصادية والنهضة العمرانية في الدولة عكس البازارات التي تحوي المواد الاستهلاكية والملابس والعطورات، التي لا يفصل توقيتها بعد زمني. ناهيك عن تكرار الشركات العارضة، وتكرار المنتجات المعروضة، وارتفاع أسعارها، نفس المعارض تتكرر وبمسميات مختلفة وثوب واحد لا فرق! الفرق هو التغيير المكاني فقط.. فأين الجهات المسؤولة عن اقامة المعارض من التخطيط والتنسيق الزماني، ومراقبة أسعار الأرضية التى تقام عليها سواء قاعات أو خيام، والذي يلقي ظلاله على ارتفاع أسعار المعروض من المنتجات.

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *