الأقصى … الضريبة المدفوعة

كلمة لا نملك سواها في ظل الاعتداءات المتلاحقة على المسجد الأقصى هذا واجبنا، نعيش مع الأحداث عن بُعد، ونستشعر ما يلحق بالمرابطين من اعتقالات وانتهاكات عن بُعد، ونستنكر الاقتحام الاسرائيلي على مقدساتنا وشعائرها الدينية عن بعد، ونتألم لاستنجاد امرأة ودمعة طفل وأنات جريح عن بُعد، وتدمى قلوبنا لانتهاكات العدو الاسرائيلي القذر لمشاعرنا الدينية عن بُعد، نستنكر ونندد، ونتوعد ونهدد، اجتماعات ومؤتمرات واحتجاجات وقفية ومظاهرات وقتية، جميعها سلوكيات نمارسها عن بُعد وعند كل اعتداء، ولكن ماذا بَعد !! تضيع معها كل المواثيق والقرارات والعهود الدولية. التي أصبحت في المنظار الاسرائيلي الصهيوني هي تحصيل حاصل، لا تسمن ولا تغني من جوع. لوقف الامتداد الاجرامي الصهيوني، والمستوطنات اليهودية، وفي ظل التطبيع العربي الصهيوني،، آخرها الاقتحام الصهيوني للمسجد الأقصى الذي وقع فجر يوم الجمعة 15 ابريل 2022 لسلسلة اقتحامات سابقة، أفرغت خلالها قوات الاحتلال المسجد من المصلين بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية المغلفة بالمطاط، التي جميعها أدت إلى اصابة واعتقال الكثير، ماذا فعلنا !! ليس جديدًا وليس منكرًا، يحق لهم الاعتداء والتشويه، والقتل والاقتحام والاستفزاز، ألسنا نحن كأمة اسلامية من خلال أغلب أنظمتنا العربية والاسلامية الحاكمة المراوغة، قد عززنا قوتهم وجرأتهم وتماديهم، ألسنا من فتح أبواب دولنا لمشاركتهم في أنشطتنا ومؤتمراتنا ولقاءاتنا وأسواقنا،، ألا نتذكر من قريب المؤتمر مع وزراء خارجية أربع دول عربية- مع الأسف – ووزير خارجية اسرائيل الذي استضافته اسرائيل في صحراء النقب، ووصفه الاعلام الاسرائيلي بأنه “حدث تاريخي غير مسبوق”، كيف ننكر اليوم اعتداءاتهم واقتحاماتهم لمسرى الرسول كشعوب لا نملك سلاحًا ولا عدة لا مواجهة ولا رفضا للتطبيع، وليس بحوزتنا الا الكلمة والألم والمشاعر وعن بُعد.. في ضوء مسايرة التطبيع مع اسرائيل، أنه خزي وعار لأمة منهجها القرآن الكريم التي تدرك قوله تعالى ” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصير.}

…. ما حدث وما سيحدث ضريبة التطبيع الذي تمارسه ومازالت بعض الحكومات العربية مع الكيان الاسرائيلي، وستستمر الانتهاكات والمداهمات الاسرائيلية مادام التطبيع قائمًا، يدفع ثمنه الفلسطيني اليوم المرابط المجرد من السلاح، استفزازات بذبح قرابين في عيد الفصح اليهودي داخل المسجد الأقصى وفي شهر رمضان في وقت توافد المصلين للصلاة، والقيام ينسف عملية السلام مع اسرائيل، وتجاوز احترام المشاعر الدينية الرمضانية، شرارة لمزيد من الاشتباكات والاعتقالات، تدفعنا الى الاستنكار والرفض للتطبيع، والسلام القائم بين بعض الدول المتواطئة والكيان الصهيوني، فالممارسات الصهيونية الاجرامية قائمة، لا توقفها مؤتمرات ولا استنكارات ولا عويل ولا صراخ ولا تطبيع ولا سلام، انما يوقفها احساس صادق الايمان والنوايا في التفاعل مع مقدساتنا الدينية، وأفعال مجردة من المصالح مع الكيان الصهيوني وحلفائه، ولكن ايماننا بأن التهديدات والممارسات الاسرائيلية لن ترهب. ولن تهزم ارادة شعب عاهد الله على تطهير بيت المقدس من زمرة الصهاينة، ولا تعبأ بمنظومة التطبيع ولا عملية السلام المهزوزة، لأنها تعيش واقعا اسرائيليا دمويًا، ولن تكتم أفواهًا تنطق بالحق من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى مسرى نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولن تمنع فكرا يؤمن بقضية الأقصى بأنها قضية أمة اسلامية، ولن تركع اقداماً ثابتة أبت مسايرة أنظمتها في ركب قطار التطبيع الاسرائيلي،، ستبقى الممارسات الاسرائيلية ممتدة، وستبقى المقاومة قائمة، حتى يقاتل المسلم اليهودي، ويختبئ اليهودي وراء الحجر أو الشجر فينطق الحجر يا مسلم هذا يهودي تعال فاقتله كما ورد في الحديث: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ }

…. وسيبقى الأقصى للمسلمين بحفظ الله مهما امتدت الممارسات الاسرائيلية، ومهما ارتوت الأرض الفلسطينية بدماء شهدائها، ومهما امتدت قوافل التطبيع، ايماننا بالعدالة السماوية والقوة الالهية، التي أوقفت جيش أبرهة عن تدمير الكعبة، أرسل الله سبحانه وتعالى طيورًا أبابيل تحمل معها حجارة من سجيل قتلتهم وشتتت أشلاءهم. قادرة على أن تسحق الصهاينة في عقر دارهم،، إيماننا بما قاله موسى عليه السلام لقومه: ((يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين))

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *