بصيص الأمل والتطبيع المجاني

كيف لنا أن نحقق الانتصار ! كيف لنا استرجاع كرامتنا كأمة اسلامية ! كيف لنا أن نرفع شعار القدس لنا! ألا نرى ما يحدث وما نسمع وما يقال!، هناك في القدس قتل وأسر وهدم ودماء جارفة تغطي أرضها وأيتام وثكالى،،. صهاينة يعبثون بقذارتهم على أرض بيت المقدس الطاهر، وفي أجساد المرابطين من أهلها، هنا في أوطاننا العربية استقبال ومشاركة في المحافل الرياضية والوطنية آخرها اقامة معرض للأزياء لإحدى الدول المتواطئة داخل القعر الصهيوني، وترحيب بالصهاينة الملوثة ايديهم بدماء الأبرياء، وتبادل الزيارات وتفعيل اللقاءات الصهيونية العربية، تنفي مبدأ الدفاع عن قضيتنا الأولى، وتنفي أهمية الاجتماعات العاجلة الاستنكارية، وتنفي كل العهود والمواثيق التي ترسم خطوط المقاطعة العربية الصهيونية كفقاعات هوائية مؤقتة، كلها مجرد جرعات وقتية من الخداع والكذب والنفاق والتلاعب بفكر الانسان العربي، لتصل اليوم بنا الى اعتبار العمليات الاستشهادية عمليات ارهابية اجرامية، نشمر سواعدنا بالتنديد والاستنكار على مستوى أنظمتنا العربية بالعلن في الوسائل الاعلامية، عمليات بدأت تتخذ مجراها في الأراضي الفلسطينة على مدى أسابيع متتالية بعد أن نخر اليأس في النفوس، وطال الانتظار، وامتدت قوافل الشهداء والأسرى، وارتفع مؤشر التطبيع والموالاة مع الصهاينة، بعد أن فقد الاحساس العربي ضميره وثوابته تجاه قضيته الأولى المسجد الأقصى مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وما يتعرض له المرابطون والمدافعون عنه من تنكيل وتعذيب واهانة. عمليات استشهادية متسارعة هزت الكيان الصهيوني، وأكدت هزالة وهشاشة المنظومة الأمنية العسكرية الصهيونية والحقت الذعر والخوف في نفوسهم.

…. قتل الأبرياء في كل المذاهب والملل جريمة، ترفض القيم الانسانية ازهاق لروح لا ذنب لها، ولا يغفر ليد امتدت لقتل انسان بريء ولطختها دماؤه، فلها عقاب شديد،. ألسنا نتذكر قوله تعالى:” ﴿ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ ولكن تبقى قضية الأقصى قضية العرب والمسلمين لا تتجزأ من عقيدتهم وتاريخهم وحضارتهم، هي المعول الأساسي الذي تقع مسؤوليتها في رقاب الأمة الاسلامية والعربية مهما اتسعت ثقوب الموالاة للصهاينة، وتبقى العمليات الفلسطينية داخل القدس عمليات استشهادية رغماً عن جميع الأنظمة العربية الموالية للصهاينة، في زمن شح برجال يحملون القضية على عاتقهم ومسؤولياتهم ويشهرون سيوفهم في كلمة الحق والدفاع عن الحق، وبتر الأيادي التي تدنسها،، وتبقى القوة هي السلاح الذي يواجه به العدو المحتل، قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}

…. عجبا لزمن أصبح العدو صديقاً، والصديق عدّواً، من صغرنا ونحن نردّد عاشت فلسطين حرة أبية،، من صغرنا تعودنا أن ندفع ما نملكه من اليسير من أجل فلسطين، ونجمع من أجل فلسطين، وفي منهجنا الاسلامي أن اليهود هم أعداء المسلمين، ولن ترضى عنا استنادا لقوله تعالى ﴿ وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ}،، وأن القوة لا ترد الا بالقوة والسيف، “وأن من يدافع عن أرضه وحرمه وماله فهو شهيد،. أين اليوم نحن من ذلك المرابط الفلسطيني الذي أصبح في عرف بعض الأنظمة العربية ارهابيا، لا سيف خالد ولا استنجاد امرأة بالمعتصم، ولا جيوش عمرو،، الأقصى اليوم في يد اليهود، تباً لأمة لا تسمع ولا ترى لا تتكلم، فلسطين تنتهك وتقصف اليوم بأقوى أسلحة الدمار، من قبل الصهاينة ومن يقف معهم من الدول الغربية،، لا تنديد ولا استنكار ولا مقاطعة ولا قوة، اذن ! كيف نطالب بوقف عمليات المقاومة الاستشهادية !! وكيف نصفها بالارهابية !! وكيف وهي في جوهرها دفاع عن وطن وأرض وقضية دينية ومقاومة الاحتلال. كما هي بصيص من الأمل للمرابطين لتحقيق الهدف مع مجانية التطبيع والانبطاح العربي بلا مقابل.، الذين يتجرعون يوميا كأس الذل والاهانة والتنكيل من العدو الاسرائيلي، من كان يده في الماء ليس كمثل يده في الدماء فهل تستوعب الأنظمة العربية والاسلامية الدرس !!!

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *