الحزم في.. مواجهة العبث

مهزلة غير أخلاقية وغير سلوكية ضربت بالثوابت والقيم عرض الحائط.. في مناسبة وطنية لها كل احترام وتقدير ليس بالاحتفال والأغاني فقط إنما بكيفية التعامل معها كمناسبة وطنية لإبراز الجانب الأخلاقي من الحب والانتماء، استنكرها المجتمع وأصبحت موضع التداول في أوساط التواصل المجتمعي لتخرج من النطاق الداخلي إلى الخارجي وتعطي صورة سلبية سيئة عن تصرفات بعض أبناء المجتمع في كيفية التعامل مع المناسبات الوطنية،، لأول مرة تحدث بهذه الصورة من الفوضى العارمة من استخدام رشاشات الصابون والخيوط المطاطية والتعدي على المارة واعتلاء أسطح السيارات وفتح الأبواب، ومتى؟!! مع احتفال الدولة بذكرى اليوم الوطني، حركت الرأي العام بالغضب والاستنكار باعتبارها ظاهرة سيئة شاذة لا يقوم بها إلا من فقد التربية والخلق، كما حركت الجهات المسؤولة بوزارة الداخلية لوضع حد لهذه التصرفات في إيقاف ٦٥ مخالفا و90 حدثا من جنسيات مختلفة لارتكابهم ممارسات وسلوكيات مخالفة خلال الاحتفال باليوم الوطني

…. هذا الأسلوب العقابي ليس غريبا على المسؤولين بوزارة الداخلية في تتبعها كل من يسيء للمجتمع ويتجاوز حدوده في إحداث الفوضى والعبث بأمن الوطن وأمانه، ليبقى كعقاب رادع لكل من تسول له نفسه في القيام بممارسات خارجة عن حدود الأدب في المجتمع وتشويه ثوابته وثقافته أليس كما يقال لتعرف ثقافة المجتع انظر إلى سلوك أبنائه.. هل تستحق منا قطر مثل هذه التصرفات؟!!

… أكثر من شهر عاشت قطر أجواء رياضية عالمية مع مونديال 22 بأعداد كبيرة من البشر باختلاف الأوطان والسلوكيات واللغات لم نر ولم نسمع ولم نستنكر أي سلوك انحرافي في التعامل مع الحدث الرياضي الذي أبهر العالم ليس فقط في الاستعداد والتهيئة إنما في أخلاقيات وسلوكيات المواطنين والمقيمين في الدولة في التعامل مع الضيوف والجماهير والوفود القادمة لكأس العالم بحسن الخلق واحترام الثوابت والقيم الأخلاقية والسلوكية والمحافظة على أمنه مما عكس الوعي الثقافي والأخلاقي والسلوكي الذي هو أساس نجاح المونديال الرياضي.

… ما أقدمت عليه وزارة الداخلية من عقاب المستهترين تشكر عليه، الذي هو دورها في الضرب بيد من حديد على من يخل بأمن واستقرار الدولة وعدم الالتزام بثوابتها من تشويه وتجاوز الحدود والقوانين، فما حدث بالأمس في “كتارا” من تصرفات غير لائقة تبقى مسؤولية مجتمعية مشتركة، الإعلام بكل صوره ومجالاته وما يحمل من مشاهد تدعو للعنف،، والأسرة وما يشوبها من تفكك في فقدان الوعي، والمناهج الدراسية وما تغرسه من ثوابت، ورفاق السوء والاقتداء والتأثير المباشر بسلوكهم، ومنها جميعاً تتشكل الشخصية الغير سوية تلقي بظلالها السلبية على المجتمع،، إذن لا يلقى اللوم على جهة واحدة من التأثير السلوكي السلبي الذي حدث من تصرفات غير لائقة في “كتارا” لكننا في زمن يحتاج الشباب المراهق إلى جرعات من الوعي والثقافة والتوجيه بدءا بالأسرة وانتهاء بمؤسسات الدولة التعليمية والإعلامية في كيفية التعامل واحترام الثوابت والقيم السلوكية والأخلاقية. شباب متمرد خارج عن نطاق القيم نتيجة التأثيرات الخارجية المحيطة به دون إدراك وتمييز وتبصير. شكرا رجال الأمن على حسن المتابعة والجهود.

عن عائشة العبيدان

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *