لعل أغلب ما تعانيه شعوب العالم العربي من استبداد الأنظمة التي تحكمها وتتحكم في مصيرها ومقدراتها وثرواتها واعلامها، ظلم وتعسف وتسلط وتحكم، سجون ومعتقلات وتعذيب، هكذا الانسان يبقى لا شيء في أجندة الطغاة المستبدين …. اليوم التاريخ يعيد نفسه ألم نسمع عن نمرود الطاغية أول جبّار في الأرض الذي ادّعى الألوهية، الذي قال: «أنا أحيي وأميت « فقضى عليه الموت ببعوضة مكثت في أنفه أربعمائة عام،، ألم نقرأ عن فرعون مصر الذي كان مثلًا للاستبداد والطغيان الذي قال لقومه: «وما ربّ العالمين « وقال: «ما أريكم إلا ما أرى» وقال « أنا ربكم الأعلى « أغرقه الله في اليمّ هو ومن معه، ألم ندرس في كتب التاريخ عن استبداد طغاة العصر وكيف مثّلوا بالجثث، وأباحوا الدماء وعقروا بطون الحوامل، وفتحوا المعتقلات والسجون لمن لا يتبعون دينهم وسياستهم، ومارسوا معهم أصناف التعذيب، وكان بعضهم « يأمر بقطع أيدي وأرجل السجناء بالساطور، ويقلع أعينهم دون رحمة، فما أشبه اليوم بالبارحة، سجون ومعتقلات «الأسد « نموذج، كشف النقاب عن جبروته كسابقه المستبدين من التعذيب والتنكيل والتشويه لجثث السجناء، لم يسلم منه الشباب والشيوخ والأطفال والنساء، جثث عارية متراكمة وأجساد مشوهة يشيب من هولها الولدان، ومن كتب له الحياة من سجن «صيدنايا « المسلخ البشري حالاتهم النفسية والجسدية والصحية سيئة من أبناء وطنه الأحرار، صورة سيئة تنقلها لنا وسائل الاعلام من داخل السجون وعمقها، تقدم نموذجًا مشوها ارهابيا للنظام السوري « الأسد « الذي تحكّم في مصير شعبه وانتهك حقوقهم فقر وتهجير وبطالة، لكن أمر الله وعقوبته آت عاجلًا أو آجلًا، يمهل ولا يهمل وصدق في كتابه [ أَ يَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدى ] وقوله: ( أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } ها هي دمشق الغوطة مدينة الياسمين تشرق شمس الحرية على أرجائها بعد ١٤ عام عجاف من الظلم والاستبداد والتسلط،، سنوات من التهجير انتزعت الشوكة الدامية من جسدها مع سقوط وفرار نظامه، الذي جثم على صدر الشعب السوري أكثر من خمسة عقود وتستفيق اليوم على صوت الزغاريد والرصاص ابتهاجًا. برحيله وهروبه، لتسيطر المعارضة السورية، وتكشف غطاء الجرائم البشعة، التي ارتكبها في
حق السجناء، انه الاستبداد الذي تعيش فواصله أغلب الشعوب العربية تحت سطوة الأنظمة الجائرة، وما بين الآمال المرتقبة والمخاوف يعيش الشعب السوري بكل أطيافه، آمالا بتوحيد الجهود للمرحلة الانتقالية الجديدة لبناء سوريا الحرة الموحدة، وعودة العائلات السورية المهجرة قسرًا إلى موطنها بأمان واستقرار، ومخاوف من الاعتداءات والهجمات الاسرائيلية والتي معها طالبت الحكومة الانتقالية مجلس الأمن الدولي بالتحرك لإجبار اسرائيل على الوقف الفوري لهجماتها على الأراضي السورية والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها.. حمى الله سوريا من الإرهابيين والعملاء وإسرائيل، وحفظ لها سيادتها واستقلالها وأمنها وعزتها، ونذكر ما قاله أحمد شوقي:
ســـلام من صبا بردى أرقُّ… ودمعٌ لا يكفكف يا دمشقُ
وللأوطان في دم كل حـــــر… يد سلفت ودين مستحق
وللحرية الحمــراء بــــاب بكـل يـدّ مضرجة يدق
جزاكم ذو الجلال بني دمشق… عز الشرق أوله دمشق