الأمن.. وتضافر الجهود

تنبيه جاء في محله بتوعية المواطنين والمقيمين بما يمكن أن يتوقع، وبما يمكن أن يقع، فالتركيبة السكانية في الدولة اليوم لم تكن كما كانت عليه سابقا، الانفتاح الذي ساد المجتمع ودخول عناصر بشرية باختلاف السلوكيات والاخلاقيات بهدف العمل، والمشاركة في عملية التنمية التي تشهدها الدولة، بالاضافة الى عملية المتاجرة البشرية من خلال حصول البعض على تأشيرات بكل أريحية دون مساءلة لاعتبارات لمن يتخذها تجارة رابحة، وسيادتها في المجتمع دون ضوابط، أدت الى انتشار البطالة بين العمال، خاصة مع بداية جائحة كورونا واستغناء الكثير من الشركات والمؤسسات عن العمالة الفائضة، وحاجة هؤلاء الى المال في ضوء ظروف الغلاء الذي ساد المجتمع، لذلك برز عدد من عمليات السرقات وأصبح ارتكاب الجرائم مهنة لمن لا مهنة له بين بعض الفئات العاملة التي لا مورد ولا دخل لها، فهي المصدر للحصول على المال عند البعض، ناهيك عن دخول البيوت بهدف الحاجة والمساعدة يحملون شهادات طبية غير معتمدة للعلاج وعسر المعيشة والسفر وغيرها والتعريف بكل التفاصيل الداخلية للمنازل، ثم التخطيط للسرقة.

… التوعية من مخاطر هؤلاء ضرورة حتمية والتنبية من الجهات الأمنية المسئولة لابد أن يأخذ مجراه، والحذر من وقوع السرقة مسئولية الأفراد والمجتمع، قبل أن تصبح ظاهرة متفشية، أليس من حذر سلم، دولة قطر كما نعهد قد حصلت على المركز الأول كأكثر الدول أمنا في منطقة الشرق الأوسط والمركز 31 عالميا وفق مؤشر السلامة العالمي للعام 2019 الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام، وذلك نتيجة الجهود المبذولة من الجهات المسئولة عن الأمن في الدولة، والاجراءات القانونية التي تضمن الأمن والسلامة. نأمل أن يكون مرصد الأمن والسلامة فاعلا بقوة ودقة لمعرفة نوعية الأجناس القادمة مع اقتراب الحدث العالمي الرياضي الكبير.

لذلك توقفت حول ما نشر في وسائط التواصل الخبر المدون من الجهات المختصة بوزارة الداخلية حيث تهيب الجميع بضرورة إحكام اغلاق المنازل، وعدم ترك الأبواب مفتوحة، بالاضافة إلى أهمية تركيب كاميرات المراقبة الأمنية للمنازل لحمايتها، هذا التنبيه لم يأتِ من فراغ انما بناء على ما ستشهده الدولة بعد أشهر من دخول أفواج بشرية جماهيرية لحضور مباريات كأس العالم 2022 باختلاف السلوكيات والاخلاقيات، وربما هناك من محترفي السرقات وخريجي السجون في دولهم، ومتعاطي المخدرات، مما يدعو للقلق والخوف، سواء كانت البيوت مفتوحة أو مغلقة، محترفو السرقة يملكون الدقة والأجهزة المعينة للسرقة بكل هدوء دون أن يشعر بهم أصحاب المنازل، ودون ترك آثارهم وبصماتهم، حالات كثيرة حدثت باختلاف نوعية المسروقات وفر أصحابها بها الى أوطانهم دون اكتشافهم ومعاقبتهم.

حماية المجتمع مسئولية مشتركة يجب أن يحملها الجميع في الدولة، المسئولون عن الأمن بوزارة الداخلية ومن خارجها من الدول المشاركة في نشر الأمن، ومن الأفراد المتطوعين من الدول الأخرى، وكذلك المواطنون والمقيمون، مع ضرورة التنبية والتحري والدقة والابلاغ ليس عن السرقة فحسب، بل عن السلوكيات الخاطئة التي من المحتمل أن يمارسها البعض حسب الثقافات والديانات والمعتقدات تتنافى مع المبادئ والقيم للدولة المضيفة، فالبطولة لكل العرب كما يؤكد سمو الأمير في المحافل الخطابية، وتحقيق النجاح والأمن والسلامة مسئولية الجميع.. حفظ الله قطر.

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *