القضية الفلسطينية والقمة.. الثابت والمتغير

لست سياسية فالسياسة لها قوانينها واختصاصها وناسها ومفكروها، ولا يمكن العبث في مفاهيمها وتطبيقها والخوض في ردهاتها كما هو الواقع اليوم، حيث لعبت وسائل التواصل في ارتفاع سقف دخلاء السياسة، ومروجي السياسة، فربما كلمة سياسية أو قول سياسي تهدمان دولة بأكملها، أو تسقطان نظاما حاكما أو وزيرا، لذلك ما زلت أتذكر كلمة قالها الشيخ الشعراوي رحمه الله حين سئل عن رأيه في السياسة امتنع، لأن في مفهومه السياسة قائمة على الدجل والنفاق، هذا هو الواقع اليوم المتناقضات السياسية والعبث السياسي جرفا الإنسان إلى تيار اللا صدق، كما جرفت الشعوب إلى هاوية الشتات الفكري والأمني والمكاني ونماذج الحياة كثيرة، ماذا فعلت السياسة في العراق وفي فلسطين والسودان وسوريا واليمن وليبيا ولبنان وغيرها؟، وها هي الدول تتلاحق في فقدان الاستقرار واستنزاف المقدرات البشرية والمالية من الشرق إلى الغرب، ومعها يزداد امتداد المخيمات والفقر والجوع والتمزق في النسيج المجتمعي، وما زالت المؤتمرات البروتوكولية واللقاءات المتكررة التي تستنزف من مقدرات الدول والشعوب متواصلة. ناهيك عن الاتفاقيات والمعاهدات، اتفاقية أوسلو نموذج لم تأتِ بنتائج على الأرض لصالح القضية الفلسطينية، حتى الرئيس الأمريكي في زيارته الحالية لفلسطين لم يقابل الرئيس الفلسطيني في رام الله ولكن قابله في بيت لحم دليل واضح على إعطاء رمزية للدولة الفلسطينية لو تتم المقابلة في رام الله، بالإضافة إلى تصريحه في المؤتمر الصحفي مع الرئيس الفلسطيني بأن الدولة الفلسطينية بعيدة المنال رغم إيمانه الشخصي بها.

…… السياسة اليوم تحكمها المصالح واستقرار الأنظمة، تحركها خيوط الدول الكبرى ومصالحها وسيطرتها بفكرها الغربي الصهيوني، ومصلحة الكيان الصهيوني العدو الأول والأكبر للعرب والمسلمين، دول العالم العربي والإسلامي بشعوبها موجهة أنظارها إلى قمة جدة للأمن والتنمية في المملكة بموقعها الاستراتيجي الاقتصادي والأمني وبحضور قادة دول مجلس التعاون والعراق ومصر والأردن، مع الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، ومع القمة تتراءى أمامي الاغتيالات الإجرامية الصهيونية وحصار غزة، وامتداد الاستيطان، والتطبيع العربي الصهيوني، والملاجئ الفلسطينية، وعبث صهيوني لا يتوقف في البنى التحتية، أرى نزاعات عربية وتمزقا عربيا، وفقدان الأمن والاستقرار الغذائي، أرى أهدافا أمريكية صهيونية، وحلفا جديدا يقوده الرئيس الأمريكي لتحقيق شرق أوسط جديد عربي وصهيوني، وتشكيل ناتو عربي بإشراك إسرائيل وانضمامها سياسيا واقتصاديا وسياحيا كما يعتقد،، أرى مزيداً من شراء الأسلحة وغيرها.. لا نعلم ماذا تسفر هذه القمة، من استقرار وأمن للمنطقة والدول العربية، القضية الفلسطينية تربعت على عرش كلمات أغلب القادة، وانه لا حل لها إلا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وإيقاف الاستيطان، وقد أكد سمو الأمير الشيخ تميم حفظه الله في كلمته الشاملة وبشدة “على ضرورة إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وسيظل أهم مصادر التوتر وعدم الاستقرار قائماً ما لم تتوقف إسرائيل عن ممارستها وانتهاكاتها للقانون الدولي المتمثلة في بناء المستوطنات وتغيير طابع مدينة القدس واستمرار فرض حصار غزة …”.

…. ويبقى السؤال هل ستضغط الولايات المتحدة على إسرائيل بوقف الاستيطان وحصارها القاسي على غزة والضفة، كما ضغطت على العديد من الدول العربية في التطبيع مع إسرائيل؟، وهل ستعود القضية الفلسطينية محور اهتمام الدول العربية والإسلامية بعد أن تراجعت إلى الوراء؟، نأمل أن تكون هذه القمة مختلفة عن القمم السابقة على جميع المستويات، وتكون بداية لتفهم أمريكي للقضايا العربية الشائكة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وألا تكون الكلمات التي ألقيت من القادة حبيسة الأدراج، وأن تلقى اهتماماً من الإدارة الأمريكية.

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *