النصب الابتزاز الاحتيال الكذب الدوران الالتواء سلوكيات مؤسفة انتشرت عند البعض كالنار في الهشيم في مجتمعنا، وربما على مستوى العالم من جنسيات متعددة، الدينامو المحرك هو المال، والحكم الفاصل هي الطريقة الملتوية في الحصول على المال، حتى الأجهزة الذكية لم تسلم من دخول لصوص المال بسرقة المعلومات والبطاقات البنكية، وسحب الأرصدة المالية بطريقة أريحيّة بعيدة عن الشبهة وبطريقة احترافية فنية بعيدة عن الشك للسلب، سواء من أشخاص من الداخل أومن الخارج، كم من الأشخاص والشركات وقعوا ضحية، وتعرضت أرقامهم ومواقعهم الالكترونية والبريدية للاختراق “الهكر ” لابتزازهم وسلبهم، وكثرت تلك السلوكيات في السنوات الأخيرة مع ما أفرزته الحروب الأهلية والاقليمية في مختلف الدول من فقر وهجرة دفعت مواطنيها للتشتت والبحث عن المال والأمان.
… ألسنا يوميا نسمع ونقرأ ونرى، تحذيرات من بعض الأفراد والمؤسسات والبنوك، بعضها مدعمة بالصور الواقعية، من لصوص المال ولصوص البطاقات البنكية ولصوص السحب للمعلومات والخصوصيات، تصلنا أرقام غريبة من دول افريقية وآسيوية وعربية يُحّذر من عدم الرد عليها، وروابط لمواقع بعدم فتحها، لخطورتها جميعا في تحقيق أهدافهم ومطامعهم المالية، إذن ! فكيف العمل في ضوء تلك الموجة العارمة التي اجتاحت حياتنا اليومية جعلتنا في قلق وخوف وتوتر، كما جعلتنا في شك من أي اتصال،وعدم يقين من أي يد تمتد لطلب العون والمساعدة، هذه السلوكيات موجودة مع الاسف في المجتمع، والطامة الكبرى والأدهى حين تلامس تلك السلوكيات غير الأخلاقية أبناءنا الصغار، والأجيال التي لاتدرك ماهية لصوص المال وأهدافهم بالسمع والطاعة لهم والتجاوب معهم وابتزازهم بطرق غير مباشرة كما يحدث ما يقع أمام عيوننا وما نسمعه من مسلسلات للصوص المال وطرقهم في السرقة.
…. اليوم نحن قادمون على حدث رياضي كبير “مونديال 22” فتحت البوابات وشرعت الأماكن واستعدت الدولة لاستقبال ما يزيد على أكثر من مليون شخص من جماهير الكرة، وشعوب الدول المشاركة باختلاف الأهداف والمبادئ والأخلاق والعقائد والثقافات يختلط الحابل بالنابل، لا ندرك من يحمل في ذاكرته المطامع للمجتمع ولأبنائه من دسائس وابتزاز مادي.
…. في الأيام الأخيرة زاد لصوص المال، وربما جميعا رأى الطريقة الابتزازية المستحدثة التي انتشرت في توقيف سائق السيارة بهدف التوصيل، خاصة من الجنس الأنثوي ممن يتوشحون بالسواد لا تظهر ملامح وجوههم، ثم يبدأ الابتزاز والاتهام بافعال مشينة، تسقط قذارتها على السائق والتهديد له باستدعاء الامن. … وآخرون يدخلون من بوابات البيوت، بهدف المساعدة أو بهدف أخذ معلومات وبيانات لجهات رسمية، أو ايقاف السيارات بهدف عمل تحقيق صحفي واستبيان ميداني دراسي، لسلب ممتلكات السائق بطريقة ملتوية..وهكذا أصبحت هذه السلوكيات ظاهرة تنتشر في المجتمع، وأصبحت وسائل التواصل جرس انذار وتنبيه من العصابات المنتشرة، وطريقة الاستدراج والتمكين الذي هو ديدنهم لتحقيق اهدافهم المغرضة. نخشى مع انتشار تلك الظاهرة أن يكون العنف هو سيد الموقف للحصول على المال، في حالة عدم التجاوب، كما نخشى أن يكون هوس المال على حساب الأرواح، في حالة عدم الانتباه والوعي، وعدم وجود رقابة دقيقة في تقنين آلية بوابة الدخول بمعرفة الاسباب والأهداف، ومعرفة الجهات أفرادًا أم جهات عمل حكومية أو خاصة وتحملها المسؤولية في حدوث أيّ سلوك يخالف أخلاقيات ومبادئ المجتمع، ويؤدي الى حدوث الفوضى والبلبلة، ندرك أن الدولة بجميع جهاتنا الأمنية اتخذت كافة الاجراءات المطلوبة لمثل هذه الأحداث الكبرى، وسعت الى تأمين الحدث المنتظر للجميع من كافة الجوانب وهذا جهد تشكر عليه الدولة بجميع مؤسساتها، ولكن يبقى الحذر مطلوبًا من أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين، بالحذر التام والانتباه من المحتالين الذين يصطادون الناس بشتى الوسائل وبأساليب مختلفة، وأهداف مختلفة …
…. حفظ الله قطر،، وجعل هذا الحدث الرياضي خيراً للوطن.