الرّي من مياه الصرف.. جريمة

أفيدونا حول ما نرى وما نسمع كما يرد إلينا عبر منصات التواصل من فيديوهات تظهر صورا لأنواع المزروعات التي تسقى بمياه ملوثة، يلمس فيها الغش التجاري خاصة المنتجات الغذائية المستوردة التي يعتمد عليها الإنسان بصورة يومية، يشتري ويأكل ولا يدرك مدى صحتها وكيفية صناعتها وطريقة ريّها وتربتها، تضع المتلقي والمشتري في حيرة وتردد، كيف تصنع تلك المنتجات؟ ما هي المواد والمياه والتربة المستخدمة خاصة المنتجات الغذائية من الخضراوات والفواكه التي تعتبر مصادر أساسية في الاستهلاك اليوميّ،.. ونتساءل كيف يمكن للمستهلك معرفة كيفية الجودة وعدمها عند زراعتها وتسميدها وريّها ومدى ضررها على الجودة الإنتاجية والصحة الآدمية؟!!

… بالواتس تداولت صور لمياه ريّ الأراضي الزراعية الغذائية المنتجة مصدرها وكيفية ريها والتي تورّد من الخارج للاستهلاك الآدمي من إحدى الدول العربية، استشعرت بالاشمئزاز والتقزز كيف لنا أن نأكل خضارا وفواكه من أراضٍ زراعية يعتمد في ريّها على مياه المجاري والصرف الصحي السوداء الملوثة من فضلات الإنسان بشكلها ولونها ورائحتها الكريهة قبل معالجتها ومرورها بمراحل التنقية من قنوات التصفية والترشيح، التي تدفع إلى الأراضي الزراعية لرّيها واستخراج ثمارها، ثم تورد لأسواقنا ونحن في غفلة، مياه ملوثة لا يتحمل شربها الحيوان كيف تروي ما يأكله الإنسان؟!!! ناهيك عما وصلنا سابقا من صور لصناعة الأرز من المواد البلاستيكية وخام الكرتون وكأنها حبات طبيعيةً، من إحدى الدول الآسيوية، هذا الغش التجاري الذي يفد إلينا من بعض الدول المنتجة للمواد الغذائية يحركه الربح التجاري، لا يهم صحة مستخدميها وضرره، ألا يكفي اليوم ما نراه في أسواقنا من منتوجات زراعية من الفواكه والخضراوات، أنواع منها لمسها التغيير في اللون والحجم والطعم، بصور غيّر طبيعتها نتيجة التهجين والتطعيم والأسمدة الصناعية الكيماوية، تغري وتجذب المستهلك بشكلها وألوانها ولا يدرك مدى ضررها ونوعية المواد المستخدمة في تغييرها ومدى مراقبتها وتحليلها من الجهات المسؤولة، ناهيك عن المياه الملوثة المعتمد عليها غير المعالجة التي تشكل تهديداً لصحة الإنسان كما تؤثر على التنمية والأمن الغذائي، وتعتبر جريمة في حق الإنسان والدول المستوردة المعتمدة في أسواقها على مثل تلك المنتجات الغذائية من الخارج المزروعة بمياه ملوثة، ومن المؤكد أن ريّ الفواكه والخضراوات بمياه الصرف أو الترع الملوثة غير النظيفة يؤدي إلى تلوث المحاصيل بالديدان ومختلف أنواع البكتيريا والطفيليات ومنها تنتشر الأمراض والأوبئة، خاصة مياه الترع والصرف الصحي التي تعتمد عليها بعض الدول المصدرة،،، لذلك يجب على الجهات المسؤولة بالدولة المراقبة والمتابعة والتحليل لمعرفة مدى صحة المنتجات الغذائية وطريقة ريّها والمياه المستخدمة والتي ترد للأسواق المحلية ومنعها حال التأكد، وتشديد الشروط الصحية المتعلقة بسلامة الغذاء، اليوم مؤشر الربح المادي يرتفع على الاهتمام بسلامة وصحة الإنسان عند الكثير، لذلك ارتفع مؤشر الغش التجاري وهذا هو الواقع..

عن عائشة العبيدان

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *