انتهى المونديال ٢٢ بنجاح ليس نجاحًا كرويًا فحسب، بل تجاوز الى نجاح آخر على تحقيق الجودة في مستوى الفعاليات المصاحبة، نتيجة البنى التحتية المتطورة التي أنشأتها الدولة في فترة وجيزة وتسهيلات في الخدمات والتي جذبت الجميع من الزوار والمشجعين والمواطنين والمقيمين، ورجال الاعلام والسياسة وثنائهم وشكرهم على ما هيأته الدولة بمؤسساتها ووزاراتها ومراكزها الاعلامية وشبابها وعلى رأسهم اللجنة العليا للمشاريع والارث من توفير أرضية ممهدة لمختلف الشعوب لممارسة فنونها وثقافاتها بكل أريحية، كما هو حسن التنظيم والأمن والنظافة وتسهيل الخدمات، ومما استرعى الانتباه التمسك والتفعيل للموروثات القيمية والاعتزاز بالعادات والتقاليد والهوية الاسلامية التي لمع بريقها، وفرضت نفسها، وترسخت مفاهيمها مع بداية الافتتاح بآيات من القرآن الكريم لتنتهي بالموروث «البشت القطري الخليجي» وبالاضافة الى التعامل بالأخلاقيات الاسلامية من السماحة والامان والتعاون، ونبذ ومنع المحرمات «الخمور في المدرجات» والحدّ من ممارسة المعتقدات والاشهار بها بكل صورها وديانتها «المثليين» تلك هي الصورة المتداولة لا يختلف عليها من لامس واقعها.
… ويبقى النجاح الأكبر الذي حققته الدولة هي الانجازات المكانية في جودة البنى التحتية التي اتخذت بعدا سياحيًا لجمالها وتنوعها الهندسي، كما جاء على لسان الكثير خلال المقابلات واللقاءات الصحفية الذي ميز الدولة وأبهر من وطأت قدماه أرضها بدءًا بالريل والسلاسة في تشغيله، والملاعب بتصاميمها المستوحاة من البيئة القطرية واحتوائها للحدث الكروّي العالمي، وانتهاءً بسوق واقف، ودرب الوسيل، والميناء القديم،ومنطقة مشيرب، وحديقة اسباير، والكورنيش، جميعها تتباهى بجمالها، كما يتباهى المواطنون بنجاح بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 التي أصبحت علامة فارقة في تاريخ بطولات كأس العالم، وستبقى تلك الأماكن بالاضافة الى المشاريع القادمة مستقبلا التي تزمع الدولة تنفيذها وسيلة جذب للسياحة لتحقيق تنمية سياحية مستدامة خاصة لدول مجلس التعاون الخليجي لقرب المساحة الجغرافية، وضيوف البطولة ومشجعيها الذين عاشوا الواقع السياحي في الدولة.
… ومن أجل تحقيق رغبة سمو الأمير بوضع قطر لتكون مركزًا سياحيًا عالميًا جاذبًا للسواح حسب رؤية 2030، واختيار قطر عاصمة للسياحة العربية لعام 2030 بعد نجاحها في استضافة «مونديال 22 « وتغيير صورة قطر لتكون دولة حديثة فيها جميع المقومات السياحية والمرافق السياحية يؤهلها لتكون بيئة سياحية جاذبة يستمتع بها الزوار والسياح بكل مرافقها من متاحف وحدائق وشواطئ وصحاري وفنادق وأسواق وغيرها، ولتبقى قطر وسيلة جذب للسياحة يجب أن تكون هناك دراسة من الجهات المعنية، لخلق توازن ما بين السياحة. وارتفاع الاسعار، والذي تعتبر دولة قطر الأكثر تضخما في ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة وتتصدر دول الخليج الذي مازال امتداده في استمرار بدءًا بالفنادق وتذاكر السفر والعقارات والمطاعم والمرافق السياحية الداخلية وخارج الدوحة، فهل يتخذ هذا الأمر موقعه من الدراسة والاهتمام في أجندة المسؤولين والمعنيين، والنظر في القوانين التي سنتها الدولة فيما يتعلق بارتفاع الاسعار، والا كيف تصبح السياحة في قطر جاذبة اذا كان التضخم في الاسعار مرتفعًا ومؤشره المادي متجاوزًا حدود المستحيل، !! أليس الارتفاع والتضخم في الاسعار يضع السائح بين عاملي الطرد والجذب،،يجب أن تكون الاسعار جاذبة وليست طاردة، لتتخذ السياحة مركزها في الدولة عالميًا،A،، أليس هناك خطة مدروسة مستقبلا عند المعنيين وصناع القرار لتقنين المتطلبات التي تساعد على جذب السياح للسياحة وبأسعار تخلو من التضخم والجشع بعد الانتهاء من المونديال الذي هو بداية مولد السياحة في قطر.