حرق القرآن الكريم، أو تمزيقه أو تدنيسه وغيرها من السلوكيات اللاإنسانية الدنيئة التي يحملها البعض من المتطرفين الغربيين ضد الإسلام والمسلمين وأمام أنظار العالم سلوكيات معادية تتكرر باستمرار وليست الأولى ولن تكون الأخيرة، إنه عمل إجراميّ متطرف لا يُغفر له، وتطاول على معتقداتنا وشريعتنا، وسيستمر ما دام الكره والحرب والضغينة تسري في نفوسهم ودولهم، باعتبار أن الإسلام يمثل قوة معادية لهم في المواجهة والمحاربة لمعتقداتهم، ولكن لا ضيْر فهناك ربٌّ يحمي القرآن حتى قيام الساعة، كما ذكر في كتابه الكريم «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»..
لقد أثار حرق القرآن في السويد والتي منحت السلطات السويدية الإذن للسويدي اليميني المتطرف بحرق نسخة منه وحمايته أمنيًا، حفيظة وغضب المجتمعات الإسلامية، والذي يؤكد الكراهية والعداء للإسلام والمسلمين، وقد سبق ذلك الرسومات المسيئة المتعمدة للرسول صلى الله عليه وسلم والتطاول عليه، وكما هو هدم وتدنيس المساجد ومع الأسف في دول تدعي الديمقراطية، وتدعي محاربة الإرهاب، وتنادي بالحقوق الإنسانية، وتهتم بالتعددية، وقبول الآخر، تدّعي الحضارة، وتعزيز قيم التعايش والحوار والسماحة، إنهم يقولون ما لا يفعلون، ويتهمون الآخر بما يوغرون، ليكشف لنا اليوم هذا العداء المتأصل في سلوكهم زيْفا في الديمقراطية، وزيْفا في قبول الآخر، وزيْفا في احترام الديانات، وأكذوبة في حرية التعبير التي تتكيف مع سياستهم ومواقفهم، وليست معنا كعرب ومسلمين، وزيْفا في احترام الإنسانية ومشاعرها.…
تتكرر السلوكيات، ويزداد العداء، وتترسخ العنصرية، وما زلنا نحن كما نحن مع أي موقف عدائي وتعصّبي تجاه مقدساتنا، رسولنا وقرآننا ومساجدنا، نرى ونسمع ولا نتكلم، وإذا نطقنا صوتنا في حدود إطار التنديد والاستنكار المعهود والمستخدم بعد كل جريمة عدائية. تركنا الحبل على الغارب دون اتخاذ إجراءات صارمة مفعّلة بالمقاطعة الاقتصادية والسياسية، فتمادوا في الإهانة والتشويه والتعصب،، انبهرنا بجنون بإنجازاتهم في مجالات متعددة، دسوا لنا السم في العسل وقبلنا. صافحناهم بثقة وطمأنينة سرت علينا مخططاتهم وأهدافهم، شاركناهم بالاستعانة في مناهجنا التعليمية، دسوا بين السطور مخططاتهم العقائدية والفكرية، اتهمونا بالإرهاب صدقناهم، وأصبحنا نحارب بعضنا البعض بأسلحتهم، قوانينهم تجرم حرق أعلام المثلية وشعاراتهم والعداء للسامية، بينما مقدساتنا تُخترق وتُحرق وتُشوه تحت بند الحرية والديمقراطية،، وما زلنا صامتين،، هذا التصرف سبقه من شهور اعتداء السلطات السويدية على عائلات مسلمة واختطاف أطفالها بأسلوب نازيّ إجراميّ، دون أن تحتج أيّ دولة إسلامية ولم تقاطع مصالحها، فهل تجرؤ حكومة السويد على حرق التوراة وتطوق الفاعل بالحماية؟!! وهل تجرؤ على خطف طفل يهوديّ؟!! ألا نتذكر محاربة الحجاب في فرنسا والاعتداء على المحجبات، وكيف يتم نزعه أمام الأنظار من على رؤوسهن في الشوارع والجامعات، في وجود خذلان عربي وإسلامي، بالصمت واستقبال رئيسها بالتكريم والحفاوة. ألا نرى يوميًا المجازر اليهودية في فلسطين آخرها العملية العسكرية في مخيم «جنين» وأمام أنظار الدول المعادية الغربية والتي نفذها الجيش الإسرائيلي؟!، أين الحقوق الإنسانية بل أين الديمقراطية، ماذا كان موقفنا؟!! التنديد، الاستنكار، الشجب كتحصيل حاصل بالمشاركة والرفض، وكما يقال ذر الرماد في العين، هل هذا يكفي؟!! إذن لماذا الاستمرارية العنصرية البغيضة والتعدّي على المسلمين والمحرمات الإسلامية يتصاعد ؟!! ماذا نفسر ما تعهدته الحكومة السويدية لسفير «إسرائيل»؛ منع أي محاولة لحرق نسخ من التوراة أمام سفارة «الكيان الإسرائيلي» في استوكهولم بعد أن تقدم مواطن سويدي بطلب رسمي للسماح بذلك، لاختيار مصداقية الديمقراطية السويدية في حماية حرية التعبير والسفير يشكر السلطات السويدية على تفهمها، تناقض أخلاقي وازدواجية في المعايير، أما آن الأوان أن يتخطى النظام الرسمي العربي مرحلة الإدانات والشجب والاجتماعات التي لا طائل منها إلى مرحلة ما هو أبعد ما يكون مؤثرا لدى صانعي القرار في الدول التي تدعم إسرائيل، إذا أخذنا في الاعتبار حجم المصالح المتبادلة التي تحكم العلاقات بين الدول.