المسؤول… من التشريف إلى التكليف

لماذا يلجأ البعض لقنوات وسائل التواصل الاجتماعي “توتير وأخواتها” لبث شكواه وما يعاني منه!! لماذا يترك المجال لهم في النشر وربما يكون البعض مجرّدا من المصداقية !! ونحن ندرك أن تلك الوسائل ليست محصورة في التداول في المجتمع فقط،إنما يتعدى ذلك الى أغلب الدول خاصة المجاورة من خلال سرعة البث والنشر وخاصة المغرضين في التشويه واثارة الفتن !!! كان المشتكي في السابق حين يستشعر الظلم لطلب ما، يلجأ الى البرنامج الاذاعي الصباحي “وطني الحبيب صباح الخير” الذي يعتبر حلقة تواصلية بين المواطن والمسؤول في جهة عمله أو جهة أخرى خدماتية لإيصال الرسالة لأصحاب القرار وانتظار الرد وكانت الشكوى في حدود ضيقة من الاستماع والوقت، اليوم اختلف الوضع مع التطور التكنولوجي والعالم الافتراضي انفلت الزمام وكل يغني على ليلاه ويدلي بدلوه بما يستشعر به من ظلم، وما يعرقل مصالحه، وما يتعامل معه وما يضايقه وهلم جرّا، كان صادقًا أو العكس.

.. تلك المقدمة التي ذكرتها ليس من فراغ انما من واقع نرى ونسمع ونقرا ونستغرب ونتساءل ومازلنا نكرر لعل الله يجعل بعد ذلك مخرجًا، من خلال الدراسة وايجاد الحلول المقنعة السليمة بلا ضرر ولا ضرار، والتأكد من الشكاوى التي تبث عبر القنوات وسرعة ايجاد الحلول.

…. فحين تتكرم الدولة باختيار وتعيين وتكليف شخص لتولي المسؤولية لأيّ وزارة أو مؤسسة حكومية وزيرًا كان أو مديرا أو رئيس هيئة، ومن يناط لهم بإصدار قرار حسب مسؤوليته، بما يتوافق مع قوانين الدولة ونظمها وأحكامها، فهناك ثقة وقدرة على المسؤولية ولكن ليس معناه استخدام سلطة الأهواء والمصلحة والسيطرة والتحكم بلا وعي وغيره في التأخير والتأجيل لأي معاملة لتحسين الصورة، إنما المسؤولية تكليف وأمانة ومصلحة عامة مجتمعية، تتطلب الضمير والخوف من الله، والعدالة في اتخاذ القرار والنزاهة والمصلحة العامة، وغيرها من القيم التي يجب أن يضعها المسؤول أمامه، وأن يعي بأنه لم يوضع في منصب ومركز وظيفي الا من أجل خدمة المجتمع وأبناء وطنه، حتى لايترك المجال للبث والتشويه عبر القنوا ت الاعلامية، ألا نتذكر قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ” لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها ” إنه الشعور بالمسؤولية تجاه بغله، فكيف الشعور تجاه الانسان !! وهو أحد المبشرين بالجنة فكيف نحن إذن !! وصدق الله حين قال في كتابه الكريم:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ”.

…. إنها الأمانة الوظيفية التي يجب أن تكون المعيار الوظيفي الخلقي الأول في أجندة المسؤول، حتى لا يترك مجالا للبث عبر القنوات الاعلامية وحديث المجالس، هناك قضايا كثيرة معلقة، هناك عراقيل وظيفية معقدة، وهناك قرارات مجحفة، هناك مصالح خدماتية مؤجلة. وغيرها، كان أملنا في مجلس الشورى المنتخب الذي يمثل الشعب باختياره مناقشتها ودراستها والبث فيها وتخفيف حدتها والتواصل مع المسؤولين المعنيين وعرضها لايجاد الحلول، ومازال الأمل موجودًا كما جاء في مشروع برامجه وخططه، كما كان أملنا مسبقًا في المجلس البلدي.

…. الواقع يقول هناك تأخير وعرقلة في تعيين الوظائف للجدد من الخريجين، بالرغم من وجود منصة كوادر الوطنية للتوظيف، هناك قضية المتقاعدين،وحرمانهم من أبسط الأمور الخدماتية، هناك التأمين الصحي الملغى والمؤجل من سنوات، هناك الرسوم المستمرة والمرتفعة أهلكت عاتق المتعاملين من أصحاب العقارات والمشاريع الصغيرة والكبيرة،، ومعها ترتفع الاسعار بصورة مبالغة لا يتقبلها العقل لأن ماهيتها الجشع والربح السريع،، هناك انتظار غير طبيعي لمواعيد طبية تتجاوز السنة ونيف،،وهناك الكثير من المعوقات في حالة تأجيل الطلبات والمعاملات، يتجرع مرارتها البعض من المتعاملين حيث لا مصلحة ولا واسطة ولا مؤهلات قبلية ولا مركزية وظيفية تتطلب صبر أيوب، ومراجعة ذاتية لمن يحمل أمانة المسؤولية بالتسيير والتيسير وفق القوانين واللوائح التي شرعتها الدولة للمصلحة العامة،.. وفق الله الجميع للمصلحة العامة والوطن

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *