لم يشأ الله لي حضور معرض هليلات للفن التشكيلي للفنانات القطريات بالقاعة الكبرى جاليري المرخية في كتارا، الذي استمد مسماه من الأهلة حين تجتمع لتصبح قمرًا، لأدخل في دهاليزه وتفاصيله وتشخيصه بكل دقة، ولست متخصصة لأمتلك الرؤية الفنية والتحليل الفني الدقيق لأبعاد كل لوحة فنية بخطوطها وألوانها بما تجوب به فكر الفنانات اللآتي يُشرفن بأعمالهن المرأة القطرية بإنتاجها، ليس فقط في المجال الفني بل تجاوزت المجالات الاخرى بتنوعها، وبصمت بلمساتها اسم قطر في كل المحافل المحلية والاقليمية والدولية والعالمية.
…. معرض هليلات منظور ثقافي فكري وتوجه مجتمعي، مما تشهده الدولة اليوم. من الاهتمام بالثقافة بتنوعها والمعارض الفنية التشكيلية بمدارسها التي تعتبر ومضة من ومضات الثقافة، حتى أطلق على الدوحة عاصمة الثقافة العربية، كما جاء في اعتماد المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، لمدينة الوسيل لتصبح قطر عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي عام 2030 تتويجاً لنجاحات قطر في استضافتها لفعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي2021 تحت شعار (ثقافتنا نور). التي شهدت تنظيم أكثر من 238 فعالية ونشاطاً ثقافياً إسلامياً احتوت معظمها أرضية كتارا التي لا تنضب في استمرارية الفعاليات الثقافية المحلية والخارجية وإبراز المواهب والموروثات والحرف والفنون التشكيلية والموسيقية وغيرها.
…. معرض هليلات امتداد ثقافي لتوجهات الدولة ومنها وزارة الثقافة في الاهتمام بعطاء المرأة وقدرتها على تفعيل مواهبها وابرازها، ما يميزه الصبغة الوطنية بدءًا باللوحات التشكيلية لفنانات قطريات لهن باع طويل في الفن التشكيلي باختلاف مدارسه وتنوع خطوطه، وحصدن جوائز تقديرية على المستوي المحلي والخارجي من لوحات فنية إبداعية، وخطوط متنوعة، لوحات تحاكي القيم والعادات والتقاليد، والموروثات، إلى الابحار في عالم الآيات القرآنية بخطوط واشكال جمالية مبهرة، الى النهضة العمرانية وابراز معالمها الحديثة بطريقة هندسية دقيقة، بدقة الريشة والقلم والألوان، التي هي الملمس الفني الذي ترسمه أنامل الفنانات لنقل الرسالة الى محبي الفن التشكيلي بكل تنوعه، انه ابداع وطني من خلال ما شاهدته من لوحات في الكتيبات الصادرة لأعمال الفنانات من المعرض، الذي توج تحت اطار جهود فردية وطنية من الفكرة والتنسق والتنظيم والاختيار، مما يؤكد لنا أن المرأة القطرية تمتلك مخزونًا فكريًا وفنيًا، متى مهدت لها الأرضية من التشجيع والثقة والدعم، ومتى استشعر ت بالتمكن والثبات والوعي المجتمعي بقيمة الفن التشكيلي في نقل الرسالة المجتمعية من خلال لمساتها الفنية وخطوطها الابداعية، وهذا هو النجاح والذي حققه المعرض بين دهاليزه الفنية من خلال التنوع في لوحاته.