هوس مجتمعي.. هل من عاقل ؟!

استعراض الهدايا الخاصة المتبادلة في المناسبات خلال السناب شات سلوك غير محمود، ومثار للانتقاد والاستنكار، كظاهرة اجتماعية سلبية دخيلة وغريبة، أصبح هوس الكثير خاصة السيدات مع الأسف ربات البيوت والأجيال، مما يدل على سوء الاستخدام لمنصات التواصل وعدم الوعي بكيفية التعامل معها ايجابياً فكيف بالأجيال الشبابية وانسياقهم وبلا وعي في التعامل مع السناب شات الذي يعتبر الاسوأ في الاستعراض والتشهير خاصة حين يدعم بالصور الشخصية للمستخدم،، ظاهرة لم ندركها سابقا كانت الهدايا جارية اقتداءً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «تهادوا تحابوا «، تعزيزا للمحبة والألفة، ورمزا للتواصل، ليست مستنكرة، بل مستحبة لبساطتها وخصوصيتها،، وليست معلنة باعتبارها شأنا ذاتيا لا تتجاوز الخصوصية.
وكما يقال» راعوا حوائجكم بالكتمان « إلا أنّ ما يحدث اليوم خارج عن الكتمان وعن نطاق السلوك الإنساني القويم، والفكر الواعي المثقف،، تجاوزت أسوار البيوت إلى نطاق المجتمع أمام مرأى الجميع مباهاة وافتخارًا وتسابقًا ماراثونيا، وكأنها دعوة للآخرين لتلقي المزيد، قمة الجهل حين تصور وتستعرض الهدايا عبر السناب شات بقيمتها المادية تنتفي معها القيمة المعنوية.، دون الاستشعار بالآخرين مهيضي الجناح، واحراج من لا يمتلك القيمة المادية لمجاراة الآخرين نتيجة التصوير والعلن،،،، لم تأت مناسبة اجتماعية إلا والهدايا بقيمتها المادية واختلافها تصول وتجول بين البيوت والأسر باختلاف المناسبات، التخرج من الثانوية والجامعة الولادة أعياد الميلاد حفلة ما قبل الزواج العودة من السفر وهلّم جراً، بدعوات وتحديد يوم للاستقبال، وتضييف ما أنزل الله به سلطان من الأطعمة والهدايا، دون الاستشعار باحراج الآخرين، وصلت مع الأسف الى تصوير واستعراض العملات المالية بقيمتها وعدد أوراقها،، هذا الجنون في التصوير للهدايا والاحتفالات التي تقام في المناسبات الخاصة واستعراضها لا تجوز شرعا، كما أكدّ عليه الكثير من أهل العلم والدعوة، لما يشوبه من تبذير ورياء واحراج.. و حين نقلب الصفحات ونعود للواقع المؤلم ماذا نرى اليوم !! تسابق ماراثوني للحصول على قطعة من الخبز وقطرة من الماء بألم وحسرة «. غزة « كنموذج، للمقارنة ما بين الانسياق وراء المظاهر والترف واستعراضها ومابين غياب مفهوم الاحساس بالآخرين، فاذا كان استعراض الهدايا لمجرد العرض والتفاخر والتباهي فتلك طامة كبرى، واذا كان كان بهدف الشكر والامتنان للطرف الآخر كرد للجميل هناك قنوات أخرى خاصة أكثر خصوصية وأمنًا بعيدة عن الأنظار..

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

الدورات وانتشارها مسؤولية من!

لم يختلف اثنان على أن الدورات والورش التدريبية التأهيلية في أي مجال وظيفي ضرورة حتمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *