أفواه مفتوحة.. وضمائر مغلقة

رحلة شقاء بين تجويع واطلاق نار، طعون اسرائيلية ممنهجة للإبادة البشرية في قطاع غزة، يعيشها أهلها بقساوة وضنك يوميًا، معها يتساقط المئات من الشهداء والجرحى، مناظر مؤلمة بأبشع صورها مجرّدة من الإنسانية والرحمة، في التعامل مع الجوع بطريقة حيوانية عشوائية من الإهانة والذل والتحقير فكيف الصمت العربي !!،لكنه الجوع القاتل الذي يدفع الآلاف باختلاف أعمارهم وأمراضهم وضعفهم، ينهش أجسادهم يتحدّون التزاحم والبعد والتهديدات والاهانات للحصول على طعام لسد رمقهم أليس كما يقال « كاد الجوع أن يكون كفرًا «يتدافعون ويتزاحمون يموتون يصابون يخاطرون بأرواحهم لايهم، ينتظرون ساعات طويلة تحت ظل قصف مستمر واطلاق نار كثيف،. عيونهم تحملق في السماء للحصول على كيس طحين، وحفنة عدس المتساقط على الأرض من الطائرات أيّ كان مصدرها ربما يصل اليهم أو يختلط بالتراب،، يالها من إهانة، هزلت أجسادهم ومات أطفالهم يداسون بالأقدام، هياكل عظمية بأرواح تتحدى الواقع للحصول على قطرة ماء وكسرة خبز، يخضعون قسرا لسياسة التجويع، في الوقت الذي تقف أكثر من 6 آلاف شاحنة محملة بالماء والمواد الغذائية والامدادات تابعة للأمم المتحدة على الحدود والمعابر تنتظر الدخول، لكنه السلاح الاسرائيلي الممنهج الذي يستخدمه العدو للابادة الجماعية، طعون صيد بطريقة بشعة لا انسانية، مناظر مؤلمة كارثية تتنافى مع مبدأ حقوق الانسان والطفل والمرأة وغيرها من الشعارات الجوفاء التي صدقناها،ومع كثرة وثائقها أصبحت هناك زيادة مطردة في انتهاكات الحقوق الانسانية.،، 

… ما نراه اليوم من رمي الطعام من الجو طريقة بشعة في حق الانسانية التي كرمها الله وجعلها في أحسن تقويم،هياكل عظمية ممدّدة لا تقوى على الجلوس تنتظر قدرها الإلهي للعالم الآخر، أطفال رضع وصغار تلفح وجوههم الحشرات بأفواه مفتوحة من شدة الجوع، ينتظرون قطرة من الحليب تروي ظمأهم،، ماذا يحدث اليوم أمة اسلامية غائبة عن هذه المشاهد الموجعة، وأنظمة عربية صمٌّ وبكمٌّ وعميٌّ لاهية في مصالحها أين الكرامة الانسانية، أين خير أمة أخرجت للناس،، مظاهرات عالمية تندد بما يحدث في غزة من تجويع شرس، وضرورة وقف الحرب وادخال المساعدات، تعكس الانسانية التي انمحت من الفكر العربي والضمير العربي المغيّب.، شوارع عربية صامتة، مفاوضات ولقاءات مكوكية لم تجد نفعًا،. التجويع في غزة فضح الأنظمة العربية وعرّى بعضها من المطبعين والمتخاذلين مع الصهاينة، ماذا جرى للعرب والمسلمين تجويع قاتل دون أي تحرك عربي واسلامي،، في 48 ساعة استشهد أكثر من 23 شخصا من الجوع، أرقام مؤشرها لم يتوقف عن الاستمرار والتزايد، ليس هناك تحرك عربي، والمنظمات الأممية دورها صدور بيانات وتصريحات أشبه بابراء ذمة لا تتعدى التنديد والتوصيف والتهديد، كفقاعات هواء، والإبادة مستمرة، والمجزرة متوالية، والجوع ينشب مخالبه، والجوعى يستصرخون العالمين العربي والاسلامي لانقاذهم من شبح الجوع، فأين نحن من قوله تعالى،، {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ  وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }.

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

استغلال الأطفال والمراهقين.. والقرار الصائب

خطوة جيدة انتهجتها الدولة، تلقاها المجتمع القطري بكل سرور وطمأنينة، مما يؤكد أن الجهات المسئولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *