اكتسب سوق واقف شهرةً عالمية سياحية وتجارية حتى أصبح الوجهة الأولى للسياح والزوار من دول الخليج بالأخص ودول العالم عامة، نتيجة ما يغلب عليه من طابع تراثي تقليدي شامل ومتميز في أبنيته ودهاليزه وأسقفه ودكاكينه وبضاعته، بالإضافة ما يقام فيه من الفعاليات والمناشط الفنية والترفيهية والمهرجانات والعروض الإنتاجية الوطنية معرض الزهور والخضراوات والتمور نموذج، والتي لا يتوقف وميضها سنويًا.
هذا المعلم التجاري الذي يشكل لوحة فنية تراثية تجذب الأنظار بجماليات مبانيه ونقوش جدارياته، يحاكي الزمن الماضي ولمسات الآباء والأجداد التي يتلهف الإنسان لرؤية موروثاتهم ومركز تجارتهم، كرمز أثري جميل للتذكير والحفاظ على هويتهم التراثية،،
…. ولكن كما يقال الكمال لله، والجمال الدنيوي لا يكتمل، ومهما حاولنا الوصول للكمال والجمال إلا أن بعض المنغصات التي لامست جماليات هذا المعلم التجاري السياحي الفريد تتطلب النظر إليها وإزالتها من قِبَل الإدارة المعنية المسؤولة عن السوق الممولة بالمراقبة والمحاسبة، وكما هي مسؤولية مشتركة ما بين إدارة السوق، ووزارة الصحة وبلدية الدوحة، كل حسب تخصصه ومسؤوليته. فمن خلال رؤيتنا في الواقع، ومع الانتقادات المتواردة من روّاد السوق السياح والزوار والمترددين تبقى مشكلة الدخان السام المتصاعد من المقاهي والمطاعم المختصة في بيعها، هي محور الانتقادات، كيف تلوث أجواء السوق من سموم روائح الدخان الناتج عن تدخين الشيشة «الأرجيلة» وانتشارها بين المطاعم والتي أخذت نطاقا واسعا من الانتشار لرفع معدل الربح المادي على حساب الضرر البشري في غياب عدم الجدية في تطبيق القوانين واحترامها الصادرة عام 2002 من المجلس الأعلى للصحة بمنع التدخين في الأماكن العامة، فأين الرقابة والمنع؟!! والممر حيوي ومزدحم، وما ذنب المترددين في استنشاق السموم المشمئز بالروائح الكريهة وخطورته على الصحة،، أليس هذا تشويها ساما لهذا الموروث السياحي الجميل؟!! ومتى يرتفع مؤشر الصحة الإنسانية على مؤشر الربح المادي؟!!
… كما يشتكي المترددون من نقص المرافق الخدماتية وقلتها بما يتوافق مع حجم مساحة السوق وكثرة المترددين، مثلا صراف واحد أو اثنان لتغيير العملة لا يفي بالحاجة، يخلق ازدحامًا شديدًا، ما الذي يمنع الإدارة المسؤولة من فتح أكثر من صراف ونحن نرى في الأسواق الخليجية التراثية بالعشرات في جهات متعددة لخدمة الزوار والسياح وراحتهم !! كما هي عدم وجود خدمة الشركات التي تقدم خدمة الاتصالات ومدى الحاجة لتقديم خدمة الاتصالات لرواد السوق، خاصة أن الجميع ليس له غنى في التعامل مع هذه الخدمة وبصفة مستمرة..
…. ناهيك عن ظاهرة مسمى «حمالي والأجرة 10 ريالات» التي كتبت حروفها على سترات بارزة للأشخاص الذين يساعدون المشترين في السوق في حمل بضاعتهم ولا يليق إنسانيا ذكر هذه الكلمة ولا قيمة الأجرة على ظهر العامل المكلف بالمساعدة، باعتبارها إهانة في حق الإنسانية التي كرّمها الله، والأدهى حين يجر عربة بعجلة واحدة،، دون مراعاة لثقلها بما تحمله من مشتريات، وأغلبهم كبار في السن،، أليس هناك بدائل مناسبة تناسب المكان والإنسان؟!!
وقد أصدرت إحدى الدول الخليجية أمرا بإلغاء مسمى فراش وحارس وسواق في الحكومة وتسميتهم موظف حتى لا يهان أمام أولاده حين يسألونه عن وظيفته،
متى تستبدل كلمة حمال بكلمة أخرى أكثر تقديرا واحتراما للإنسان؟