مازال القصف الإسرائيلي الأمريكي جاريا ومازال الشهداء يتساقطون والمستشفيات تستقبل الجرحى، والارض تفترش بدماء الأبرياء، ومازالت المجازر قائمة، هذا هو ديدن الصهاينة الحقد والكره والانتقام وشعاراتها العنصرية والفاشية، إنه الفشل واليأس الاسرائيلي في تحقيق أهدافه للقضاء على حماس. ومازلنا ننتظر اليوم الأحد الساعة الثامنة والنصف صباحا تنفيذ القرار ووضع حد لعجلة الرعونة الصهيونية في الابادة والمجازر البشرية التي ارتكبتها في غزة وجنين وخان يونس ورفح مع بداية المفاوضات لوقف اطلاق النار على غزة المنكوبة كما جاء في الاتفاق خلال المفاوضات التي تمت بين حماس وإسرائيل، والذي سيعقبه، كما ذكر، انسحاب تدريجي للقوات الاسرائيلية من وسط غزة، وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع كما هو تبادل الأسرى والمعتقلين في السجون، ودخول المساعدات الغذائية.
…يا لها من فرحة عمّت أبناء غزة بعد 15 شهرا من الحرب المدمرة التي أودت بحياة الآلاف من سكانها، وانتزعت الارواح من على أرضها، وحولت مبانينا وبيوتها ومدارسها ومستشفياتها الى أطلال،، فرحة ممزوجة بالألم والحزن، فصور المفقودين والدمار الشامل للمباني ونزيف دماء الشهداء وأشلائهم المتناثرة وصراخ الأطفال وبكاء النساء وحرق الأخضر واليابس، ومنع الطعام وغيرها، من المشاهد المؤلمة لا تغيب عن الذهن، ولا تنسى، تبقى في الذاكرة لا يمكن انتزاعها، وتلمس شغاف القلوب بالحنين لمن رحلوا من الشهداء، وتسجل تاريخا أسودًا للصهاينة ملطخًا بالدماء نتيجة الوحشية الصهيونية، ومن ساندها من المراوغين من الدول الغربية والعربية، انها فرحة بعد ألم طال مداه،، وحنين وشوق للعودة لحضن الأرض التي احتضنت بين جوانبها الأبطال، الذين عاهدوا الله بتحقيق أهدافهم في مواجهة العدو وتحرير بيت المقدس مع بداية ميلاد طوفان الأقصى، في الوقت الذي عجزت قوى الدول العربية والاسلامية بجيوشها وآلياتها العسكرية في المواجهة لمصالحهم الخاصة على جثث الشهداء، ألا نذكر حنين الرسول صلي الله عليه وسلم حين ودع مكة وخرج منها قهرا قاصدًا المدينة المنورة ونظر إليها نظرة وداع مهاجرًا: «والله إني لأخرج منك وإني لأعلم أنك أحب أرض الله إلى الله وأكرمها على الله.. ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت».
أهل غزة سيعودون ورؤوسهم شامخة أصحاب الحق لا تخيب آمالهم، ولا تركع رؤوسهم، فالاحتلال الغاشم لم يستطع تركيعهم، بل زادهم قوة وشموخًا وإصرارًا على المقاومة والشهادة لاسترجاع أرضهم المحتلة، يقينهم بالله أنهم أصحاب الأرض وأصحاب الحق،، مبدأهم ما قاله الشاعر الفلسطيني الشهيد
عبد الرحيم محمود: سأحمل روحي إلى راحتي.. وألقي بها في مهاوي الردّى..
فإما حياة تسّر الصديق.. وإما ممات يغيظ العدى …
… لقد كانت مفاوضات وقف اطلاق النار التي قادتها دولة قطر وجمهورية مصر شاقة ومضنية بذلتها قطر وتحملت مراوغات الجانب المعتدي «اسرائيل» ومع ذلك تم التوصل لوقف اطلاق النار الذي ينتظره العالم اليوم، ولم تسلم من الهجوم والانتقادات والتشكيك، لذا يجب الاشادة بما قام به حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ تميم – حفظه الله – طوال فترة المفاوضات، من خلال توجيهات معالي رئيس مجلس الوزراء والذي بدوره كان عرّابا للمفاوضات التي أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم، فالحق يبقى ويثبت وإن طال سيف الظلم.