وجوه بائسة.. وأمل مرتقب

هناك فقر مجحف ومميت وهناك رفاهية مفرطة وإسراف وتبذير، هكذا هي الدنيا،، وهكذا حال بعض الشعوب في العالم الإسلامي والعربي هي متناقضات الحياة وحكمة الله في خلقه، وكما يقال «ولله في خلقه شؤون» أوجد التفاوت بين البشر وبين الدول في المعيشة والرزق، وسخر البشر بعضهم للبعض كما ذكر في كتابه الكريم «ليتخذ بعضهم بعضا سخريا» ومن هذا المنطلق تأسست المراكز والجمعيات الخيرية والإنسانية لتكون عونا للفقراء والمحتاجين، خاصة في الدول الاسلامية المنكوبة،، فكم هي صعبة حياة البؤس والفقر التي يعيشها الملايين من المسلمين في العالمين الإسلامي والعربي نتيجة الكوارث الطبيعة والحروب البشرية والاستعمارية والأنظمة المستبدة التي جميعها غيرت أحوال سكانها من الاستقرار إلى التشتت ومن الغنى إلى الفقر ومن العلم إلى الجهل ومن الشبع الى الجوع، نراها ونسمع عنها. لكننا لن نلمس واقعها.،، عن بعد تؤلمنا وتتفطر قلوبنا لأحوالها البائسة واليائسة فقر مجحف، وجهل متوارث، وأمراض منتشرة، وأعشاش سكنية، وشُح في الماء، ونقص في الغذاء، وغبار يغطي الأجساد النحيلة والوجوه البائسة، وجفاف قاس يلف أراضيها، وأطفال حفاة ينظرون بعيون يتخللها اليأس والأمل عند رؤية غرباء يفدون الى مواقعهم لعل تمتد أياديهم الحانية تلامس واقعهم، تروي ظمأهم وتسد جوعهم، لعل هناك من يرحمهم ويخفف عنهم معاناتهم وبؤسهم هكذا رأيناهم، وهكذا عشنا واقعهم، تألمنا لأحوالهم وكيف شكلتهم الحياة القاسية، يتكيفوا ويعيشوا الكفاف مع ظروفها وقساوتها، بثقة وأمل وصبر وتحمّل، وتمسّك بكتاب الله، قراءة وحفظًا صغارًا وكبارًا وشيوخًا منهجهم وهدفهم في الحياة، مع انعدام التعليم والمغريات الدنيوية، ليكون لهم سبيلًا وعونًا وتخفيفًا لمواجهة الحياة القاسية أليس هو القائل سبحانه: (لقد خلقنا الإنسان في كبد) فالحياة الدنيا شاقة وتهون مشاقها كما قال في آية أخرى (وقال ربكم ادعوني استجب لكم)، وقوله: (وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر)، وقوله: (فلنحيينه حياة طيبة)،..

… لذلك التعايش مع شعوب أقاليم ومدن الدول المنكوبة خاصة الآسيوية والأفريقية، وتجاوز الصعاب لوعورة طرقاتها وخطورتها حتى الوصول لأبنائها وتنفيذ المشاريع التعليمية والصحية والدينية والاقتصادية، ولو لحظات وجيزة بهدف خيري إنساني عبرة وعظة لنا كشعوب مرفهة ومسرفة ومبذرة، تتصارع وتتسابق وتتنازع وتقطع رحمها من أجل الكماليات الماديّة الفانية بكل تنوعها وزخرفها كقيمة وهدف، ومسايرة وتنافس لابراز المكانة الاجتماعية والقبلية، دون النظر للوراء والوعي لمعرفة حالات البؤس والفقر والموت الذي يعيشه الملايين من المسلمين على سطح الكرة الأرضية.

…. جهد مشكور تبذله المؤسسات والجمعيات والمراكز الانسانية والخيرية فردية أو حكومية في تجاوز العوائق والمطبات للوصول لتلك المناطق النائية ومد يد العون لسكانها ببناء المشاريع الخدماتية الدائمة من المتبرعين، والمساجد ودور للقرآن الكريم وغيرها، ومنها جمعية قطر الخيرية التي لا تألو جهدًا في تنفيذ مثل هذه المشاريع الصحية والتعليمية والمهنية، وتتحمل المشاق من أجل رسم الفرحة والابتسامة والرضا على وجوه الأطفال والنساء والشيوخ،،جعل الله كل خطوة في ميزان حسنات من يتبرع ومن سعى ومن نفذ، ومن يستشعر بمعاناة الآخرين وأعان الله الجميع على فعل الخير ولو بالكلمة والقول..

عن عائشة العبيدان

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *