مجلس التعاون يفتح صفحة جديدة

خواطر ومشاعر معبرة مستبشرة وواعدة بمستقبل خليجي زاهر، ينفض غبار الماضي بكل ارهاصاته السياسية والاعلامية، لتؤكد لنا أن اللحمة الخليجية واحدة ثابتة بأواصر الدم والقربى والنسب، ترديد شعبي خليجي لم يتوقف منذ الاعلان عن المصالحة الخليجية التي شهدتها «قمة العلا» المؤشر الأول لطي الخلاف وفك الحصار عن دولة قطر، لتعود المياه الى مجاريها ويعود المجلس الخليجي الى قوته، وتعود العلاقات الأسرية إلى روابطها كأسرة واحدة، «الصلح خير» من قال غير ذلك فقد حمل نفسه ومجتمعه أزمات لا تنتهي، تعرقل مسيرته وطموحاته ومستقبله، لسنا أصدق من قوله تعالى «ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ». الآية التي كانت هي الطريق لفتح باب الحوار وفض النزاع، الذي اتخذه الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله -، وسعى اليه الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله وطيب ثراه، بدور قيادي للمصالحة بين الاطراف المعنية، مع بداية الأزمة الخليجية، كما طابت الأنفس اليوم برائحة الصلح وعبير المودة.

كنّا نتوقع ونأمل وندعو الله أن تكون بداية عام 2021 عام خير للانسانية، لتتنفس البشرية الصعداء بعد سنة عجاف عاصفة برياح قاسية من الوباء والخلافات والتهديدات والمقاطعة، لا ندرك خلالها كيف يكون مستقبل الأجيال القادمة في البناء والتعليم والصحة والاقتصاد، مستقبل مجهول صنعته ومكنته الأيادي والأفكار الهادمة المغرضة، والسياسات العوجاء، والاعلام المغرض.

فالكثير من المتغيرات الاقليمية والدولية، ومجيء ادارة جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية، وتوقعات في تغيير السياسة الأمريكية تجاه العالم، وما يترتب عليها من فتح صفحة جديدة لما يتعلق بالعلاقات مع دول المنطقة ومن ضمنها ايران، حيث من المتوقع أن يعاد احياء الاتفاق النووي مع ايران بعدما انسحبت منه الادارة المنصرفة مما أشعل التوتر في المنطقة، ومن هنا يبنى على ما تحقق في «قمة العلا» نحو مستقبل أكثر هدوءا واستقرارا في المنطقة وبدون أي منغصات، ها هو الصلح الخليجي بات واقعاً، وهذا سمة العقل والمنطق، فمن لا يريده؟!.

والصلح خير، مصدر للأمان والاستقرار والسلام، وإن بقي القلق يصاحب الكثير خاصة في استمرارية التيارات الاعلامية المتأججة المغرضة عبر المنصات التواصلية لتعكير سير المصالحة، ومن لا يريد أن تبقى الوحدة الخليجية تحت مظلة واحدة بقوتها ووحدتها وتماسكها لمواجهة التيارات الاقليمية والدولية. ومن لا يريد أن يحمل شعار «خليجنا واحد» في المناسبات والفعاليات الخليجية، بالرغم من الجروح التي أدمت القلوب من الأزمة الا أن الجروح تلاشت بين الشعوب مع الاعلان عن المصالحة في «قمة العلا» في المملكة العربية السعودية والاتفاق على فتح الحدود، ولقيت ترحيبا واسعا ليس على المستوى الخليجي انما العالمي أجمع، خاصة أن المملكة تمثل ثقلًا اسلامياً باحتضانها مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومدى الشوق لهما بعد الحرمان من زيارتهما طيلة ثلاث سنوات، ناهيك عن أن المملكة تعتبر المظلة لدول مجلس التعاون، فالبعد الاجتماعي والشعبي هو سيد الموقف في المصالحة، مع الأخذ في الاعتبار احترام السيادة لكل دولة دون تدخل، ليتحقق ما كان يأمله الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله وطيب ثراه، في عودة منظومة الأسرة الخليجية الى كيانها وثوابتها كما كانت عليه.

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *