جامعة قطر…. والمبادرة المحمودة

حين توافق جامعة قطر على تدشين مكتبة خاصة على أرض حرمها الجامعي بكل محتوياتها الفكرية والثقافية والأدبية والعلمية والتاريخية، تؤكد إيمانها بأهمية وجود موروثات علمية والمحافظة عليها، لتبقى على المدى البعيد مورداً مرجعياً، يعتمد عليها في الأبحاث والدراسات للدارسين والباحثين والمهتمين من طلبة العلم للمعلومات والمعارف، يرتوي منها القريب والغريب فالانتقال من الخصوص إلى العموم خاصة ما يخدم الفكر الإنساني والثقافة المجتمعية صفة محمودة تذكرنا بمكتبة الدكتور طه جابر العلواني المفكر والفقيه الإسلامي العراقي بعد الحرب العراقية التي تم نقلها إلى إحدى دول الخليج بصورة خاصة للاستفادة منها.

….. إضافة مكتبة خاصة تحوي 20000 ألف كتاب ثروة وطنية علمية للجامعة التي هي منبر للعلم، وللوطن بلد الثقافة بكل معطياتها الثقافية، ولصاحب هذه الموروثات رحمه الله

جعله الله في مصاف العلماء والشهداء على منابر من نور، والتي جمعها على مدى سنين طويلة من عمره لشغفه بالقراءة وجمع الكتب، لتبقى بعده ثروة فكرية أدبية وعلمية تذكرنا ما جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم قالَ: “لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ“، هذا هو العلم الذي يورثه الإنسان من بعده، هناك من يُعّلم، وهناك من يؤلف، وهناك من يقتني للقراءة والاستزادة لتبقى لمن بعده، هذا الاقتناء جميل أن يتحرك من الرفوف والأدراج، ومحدودية المكان إلى رحابة وسعة المكان، وأين؟ في حرم جامعيّ يستقي منه الروّاد، لتصل إلى المنتفع من القراء وطلبة العلم، وأساتذة الجامعة ومن يريد المعرفة، والأجمل حين يجد من يقدر قيمة الموروثات العلمية، وقيمة استخدامها، ويدرك بفكره ضرورة وضعها في المكان المناسب، للوقت المناسب، وللزمن المناسب.. وبهذه المبادرة فتحت الجامعة الطريق أمام الجامعات والمراكز العلمية لتحذو حذوها في جلب الممتلكات الثقافية والفكرية الخاصة للاستفادة منها بصفة عامة.

…. بادرة علمية ثقافية وإنسانية فريدة تحسب للجامعة، بنقلها وتدشينها يوم الإثنين بتاريخ 15/ 11 /2020 مكتبة خاصة لم تبخل إدارتها في تهيئة البساط لاحتواء الموروثات العلمية الشمولية في التاريخ والسياسة والسير والأدب واللغة والشعر والموروثات القطرية، التي شملتها مكتبة المرحوم الدكتور أحمد العبيدان المعروف بشغفه بالقراءة وحبه لجمع الكتب، وإنشاء ركن خاص باسمه داخل مكتبة الجامعة، بتبرع من أسرته كصدقة جارية، لتخرج هذه الكتب الثمينة والنادرة من الخصوص إلى العموم ولتكون منبراً رحباً يستفيد

منه المرتادون للعلم والمعرفة.

… ومن باب قوله تعالى في محكم آياته: (وإذ تأذَّن ربُكم لئنْ شكَرتمْ لأزيدنَّكم ولئن كَفرتُم إنَّ عَذابي لَشديد) إذا كان هناك ثناء وشكر أولاً: لله سبحانه وتعالى الذي سخر الجميع لتسيير هذا المشروع بكل سلاسة ولأول مرة تشهدها الجامعة، ثم لحرمه صاحبة الفكرة والمبادرة بنقل الكتب واختيارها للمكان الأنسب لوجود هذه الكتب، وسعيها المتواصل مع الجهات المعنية، لتحقيق الهدف، وترك إرث ثقافي ومعرفي يستفيد منه الطلبة ومحبو العلم والثقافة لتبقى صدقة جارية ينتفع منها على المدى البعيد، لمن سعى طوال حياته في جمع هذه الكتب القيمة زوجها المرحوم الدكتور “أحمد العبيدان” رحمه الله، ثم لسمو رئيس مجلس أمناء الجامعة للموافقة، ولرئيس جامعة قطر ولإدارة الجامعة بأقسامها وإداراتها وإدارة التواصل والعلاقات الخارجية والأمن.

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *