Muslim worshippers, mask-clad and distanced as precautions due to the (COVID-19 coronavirus pandemic, perform prayers at the Hasan II mosque, one of the largest in the African continent, in Morocco's Casablanca on June 16, 2020. (Photo by Fadel SENNA / AFP) (Photo by FADEL SENNA/AFP via Getty Images)

القيود الاحترازية وإحياء السنن

قدرنا أن تحل علينا الجائحة ونعيش في زنزانتها أسرى مكبلين بقيودها، ملتزمين بقراراتها منفذين احترازاتها، لا ندري متى يفك أسرنا من الخوف والقلق والمجهول، ونتخلص منها ومن تبعاتها وسلالاتها، اليوم هو السادس من رمضان أيام معدودات ستمضي كلمح البصر، محسوبة من عمر الانسان يعود أولا يعود اليه، قدر مرهون بعلم الغيب الالهي، ولكننا نأمل العودة اليه أعوامًا عديدة، بلا منغصات تعرقل فكرنا وأرواحنا عن جماليات مشاعره الايمانية، كما هي حالنا اليوم مع الضيف الثقيل “كورونا” الذي توغل بيننا وعكر طبيعة حياتنا، بعدد ارتفاع مؤشر الاصابات والوفيات.

فكم هو إحساس مؤلم أن نرى التزايد في الاصابات والوفيات في المجتمع وبالمثل على مستوى العالم، وأشد ألما حين نقارن رمضان ما قبل الجائحة ورمضان اليوم مع الجائحة، نسترجع الذكريات الرمضانية الايمانية الجميلة بقيمه وناسه وأجوائه، أسواق ومجمعات عامرة بالمرتادين والمتسوقين حتى منتصف الليل، ترتسم الفرحة على محياهم استبشارا بقدوم شهر رمضان، ومساجد زاخرة بالمصلين بمختلف الاعمار والجنسيات في تسابق ماراثوني لتأدية صلاتي التراويح والقيام، مكبرات الصوت تصدح ويسمع رنينها للداني والقاصي، لم يحدها ويسكتها قرار أو فرضية إملائية، البيوت مشرعة للاستقبال وصلة الرحم، الخيم الرمضانية الخيرية تنتشر في ساحات المعمورة، المجالس عامرة بروادها، حلت علينا جائحة كورونا ضيفا ثقيلا قلبت موازين حياتنا، وانتزعت منا الجماليات الرمضانية وفرضت علينا الصمت، بقرارات وقائية واحترازية لوقف نزيف انتشارها وسلالاتها لنعيش أجواء رمضانية أخرى، يفتقد خلالها الحس الرمضاني المعتاد، وفي ضوئه قبلنا التباعد الاجتماعي، وقبلنا قطع صلة الرحم، وقبلنا اغلاق أماكن التجمعات، وأماكن ممارسة الانشطة، والاغلاق الجزئي للاسواق، والمصليات في المجمعات التجارية للمصلحة العامة الصحية حسب التوصيات والقرارات، وبناء للوقاية من هذا الوباء، الا ان منصات التواصل الاجتماعي ازدادت حدتها في الاستنكار في منع تأدية صلاة التراويح، كما هو الاستنكار في تحديد المدة الزمنية لتأدية الصلوات الأخرى لا تتجاوز الدقائق الخمس، لتضيف عليها صلاة الجمعة بعشر دقائق، ومعها حرم الكثير من الوصول للمسجد لقصر المدة بين الأذان والاقامة خاصة كبار السن، ناهيك عن السباق الماراثوني للوصول قبل اغلاق المسجد، أدى الى حدوث تزاحم المصلين أمام بوابات المساجد في انتظار فتحها، يتنافى هذا المشهد مع قرار التباعد، ما الضير في تأدية صلاة التراويح مع تطبيق قرار التباعد والاحتراز كالصلوات الخمس الأخرى، والتي لم يشهد خلالها أي اصابة بفيروس كورونا كما ذكر أهل الاختصاص، اذا قيست بالاصابات المرتفعة اليومية الناجمة من المسافرين والتجمعات الاجتماعية كما هي مراكز العمل باختلافها، فمؤشر الاصابات والأموات يزداد يوميا، صلاة التراويح ما زالت في قائمة المنع.

الاسواق المفتوحة كسوق واقف وردهاته الضيقة في استقبال الزوار وبتزاحم شديد، فأين التباعد؟! لا تختلف تلك الصورة من التزاحم عن المجمعات الاستهلاكية الغذائية الأخرى الكبرى وغيرها، ويبقى السؤال من أين تأتي العدوى ويزيد الانتشار؟! لابد من تحقيق التوازن في تنفيذ القرارات، شهر فضيل ينتظره الصائمون كل عام شوقا وحبا للتقرب من الله بالطاعة والعبادة والدعوات وقيام الليل وإحياء بيوت الله بإحياء السنن بصلاتي القيام والتراويح، والدعوات الصادقة، فهل سترفع القرارات والتوصيات ستار المنع من أمام بوابات المساجد أثناء صلاتي التراويح والقيام، نأمل ذلك من أصحاب الشأن قبل انقضاء الشهر الفضيل لعل في قيامها دعوات صادقة تفتح أبواب السماء أمامها لكشف وصرف هذا الوباء.. أليس هو القائل في سورة غافر: يُخبِرُ سبحانه عَن نفسِه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.

معه أعمارنا،نعود أولا نعود في علم القدر الإلهي.

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *