انتخابات الشورى ودور الإعلام

حين تكون المقارنة ندرك أن هناك اختلافاً وميزاناً يرجح ما بين ما هو سلبي وما هو إيجابي، وما هو مفيد يخدم الفكر والثقافة والمجتمع وما بين لا يجدى منه نفع، تعودنا في السنوات السابقة أن يتحفنا تلفزيون قطر القناة الرسمية ببرامج ومسلسلات محلية تتميز بالثراء الفكري والمعرفي والمجتمعي تحاكي قضايا وهموم ومشاكل المجتمع بتفاصيلها، كما تحاكي المستجدات وعرضها ومناقشتها، خاصة فيما يتعلق بالبرامج الحوارية التي يديرها من يتميزون بالثقافة والفكر والمعرفة في الفكرة أو القضية المطروحة تنقلها كما هي للمسؤولين والمعنيين للدراسة والبحث والتنفيذ، تلفت الانتباه، وتشد المشاهد، وترمي الكرة في ملعب المعنيين وأصحاب القرار للانتباه، فهي مرآة عاكسة للوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بكل محاذيره الإيجابية والسلبية، وصوت الوطن والمواطن.

ألا نتذكر برنامج “المائدة المستدير ة” و”الحقيقة”، واستضافتهما لكبار الشخصيات ثقافة وفكراً وخبرة على المستوى المحلي والخارجي، أين هي الآن ؟!، برامج ثرية بحواراتها مع نخبة المتحاورين من أهل المعرفة والخبرة والتخصص، اليوم الدولة أقرت مشروع قانون نظام انتخاب مجلس الشورى وإحالته إلى المجلس الحالي، وكما ذكرت وكالة الأنباء القطرية أن إعداد مشروع القانون يأتي في إطار استكمال الدولة للمتطلبات الدستورية لانتخاب أعضاء مجلس الشورى تنفيذاً لتوجيهات سمو الأمير حفظه الله، فنحن إذن قادمون على إجراء أول انتخابات تشريعية في الدولة، ألسنا بحاجة لبرامج تغذي هذه الفترة لتقوم بدورها في التوعية والكيفية والمعرفة المختصة بعملية الانتخابات من برامج حوارية وندوات ومقابلات، تمهيداً لخوض تلك التجربة الأولى بتفاصيلها الدقيقة في الدولة، من باب إثراء الوعي المجتمعي، والتمهيد المبدئي لخوض التجربة، وإتمام عملية الانتخابات بدقة ونجاح وشفافية، وفق ما صدر بشأنها من شروط والتزامات تتعلق بالناخبين والمرشحين وكيفية الترشيح، ففي نهاية الثمانينيات وامتداد التسعينيات دول عديدة قامت بتنظيم انتخابات تعددية في تاريخها، التحدّي الأكبر الذي واجه عملية الانتخابات فيها النقص في الخبرة ومصادر المعرفة، لأن أغلب الإدارات الانتخابية لم تتمتع بالجاهزية للقيام بمهامها، ولا تمتلك الخبرة والمعرفة اللازمة، لتمكنها من الوصول للمستوى المطلوب من الدقة والثقة والمصداقية، وتحقيق الأهداف.

لذلك فالبرامج الثقافية والتوعوية والندوات الحوارية مع أهل الاختصاص في هذا المجال في الدولة أمر ضروري ومطلوب في هذه المرحلة تمهيداً لخوض هذه التجربة بوعي وتفهم ومعرفة، خاصة أن المرشحين يمثلون صوت الشعب، وانعكاساً لهمومه، ومناقشة قضاياه.

…. ألا نتذكر كيف سخر التلفزيون بإمكانياته المستحدثة في بث وتفعيل البرامج الحوارية التي كانت تعيش يوماً بيوم مع الأحداث والمواقف، وعرضها ومناقشتها أثناء فترة الأزمة الخليجية وينتظرها المشاهد لهفة وشوقاً لمعرفة آخر المستجدات والأحداث مع نخبة متميزة في السياسة والإعلام والاقتصاد والقانون بحوار شيق معرفي وثقافي، كما هو الوضع الآن مع ظهور الوباء “كوفيد – 19″، وانتشاره وتفعيل دور المقابلات والحوارات التلفزيونية مع الأطباء المختصين واللجنة العليا لإدارة الأزمات التي تصدت للوباء، وتوعية المجتمع بضرره وطرق الوقاية منه وغيرها، من خلال تفعيل البرامج الخاصة به كبرنامج المسافة الاجتماعية. لذلك يجب أن يكون للإعلام التقليدي بمختلف صوره دور كبير في هذه الفترة حتى لا تترك الساحة لوسائل التواصل الاجتماعي لإثارة الشائعات حول الانتخابات ومحاولة التأثير على الناخبين بصورة سلبية.

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *