اليوم الوطني.. الشعار والدلالات

كشفت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني لدولة قطر عن شعار الاحتفالية لليوم الوطني لعام 2021، والذي كما هو معهود سنويا كلمات مستمدة من أبيات لقصيدة المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، رحمه الله ” مرابع الأجداد أمانة ” هذا الشعار مع الاعلان عنه أصبح حديثا متداولا بين المواطنين في منصات الوسائل التواصلية، الشعار كما قرأت عنه وكما فُسرّ يحمل بين حروفه معاني كثيرة تتعلق بالبيئة القطرية ومدى تمسك وارتباط الانسان بها منذ القدم، وما يحمله هذا الارتباط من سلوكيات وأفعال وقيم واخلاقيات تحاكي طبيعة المكونات البيئية البحرية والصحراوية التي عاش تفاصيلها، وتربى على خصائصها. في مواسمها المختلفة براً وبحراً، فكونت هويته وعززّت مفاهيمها، البساطة والصفاء والاخلاص والتواضع والانتماء ودماثة الخلق، كلها معاني وقيم شكلتها تلك الحياة البسيطة ما بين بحر يقطع أمواجه بصبر وثبات في الغوص والبحث عن اللؤلؤ لمعيشته وما بين مرابع صحراء يتحمل جفافها ليستمدّ منها الهامه وفطنته، والذي زاد جمال روضها من شاعريته وابداعه، لتأتي عملية البناء للبيوت البسيطة من المكونات الترابية من أرض الصحراء رملها وطينها وحجرها ووبر حيواناتها دون اسراف لتؤكد لنا مدى الانتماء والتمسك بالأرض والوطن، ومدى البساطة التي عاشها الانسان القطري في تلك المرحلة. أليس البيئة والأرض جزءاً مهمًا ومؤثرًا من تكوين ووجود الانسان وبناء شخصيتة.. أليس تتطلب منا الأمانة في مقوماتها ومكوناتها..

هذا الانتماء والتمسك بالأرض الذي يفسرهما هذا الشعار الذي هو مرابع الانسان ومصدر قوته واستمرارية حياته، وبالأخص في تعزيز قيمة الأمانة وتفعيلها من أجل الوطن ولأبناء هذه الأرض حفاظا على مقدراتها وخيراتها وموروثاتها، وحفاظاً على استقامة أبنائها من أجل مستقبل قادم لأجيال قادمة، متى ما اختل ميزان الامانة في النفس البشرية. متى ما فقد الاحساس بالانتماء للوطن، لذلك ما قيل وما يقال في منصات التواصل الاجتماعي حول تفسير الشعار وما يؤول فيه من معنى يحمله عبر أبياته لفظًا، من ماض انتهى بكل ناسه وجمالياته وبساطته بين مرابع الوطن، يُستنشق منه عبير الصدق والوفاء، ومن واقع معاصر وقادم بكل متغيراته، وما بينهما من أمنيات وآمال يأمل المواطن في تحقيقها والالتزام بها في مرابعه كما كان عليه الأجداد، من باب الوصول للأفضل والأنقى، والأجمل، بتفعيل قيمة “الأمانة” في مرابع الانسان وتعزيزها كقيمة لمواجهة التحديات والموجات العاتية بغبار الفتن والخيانة والكيد مع الفرد والمجتمع، أمانة خلقية دينية وسلوكية، ومواجهة كل التحديات المستجدة التي تلامسهما من منكرات وانحرافات ومعتقدات دخيلة طغت علنًا في مجتمعنا وأثرت على شخصية الانسان في الأسواق والمجمعات والشواطئ دون تقدير لكينونة المجتمع المسلم،، ودون أن تجد خطوطًا حمراء تمنعها من أصحاب القرار، أمانة المسؤولية الوظيفية، وما يخترق اليوم جدارياتها من فساد ليس في التلاعب في الأموال العامة فحسب بل في عملية التعيين في الوظائف التي تفتقد المعايير ذات الجودة العالية في التعيين لتحل محلها معايير أخرى تتعلق بالقبلية والمصلحة والمسميات، كما هي، أمانة الخدمات الوظيفية وتعطيل مصالح البعض على حساب البعض الآخر، ومدى تأثير الانسان على اختراقها لمصالح خاصة،، كثيرة هي التجاوزات المتعلقة بالإنسان مع نفسه مع دينه ومع مجتمعه مع وظيفته مع أسرته، وكثيرة هي الشقوق التي توسع امتدادها وأثرت على ما وصلنا اليه من تأخر ليس في اقامة المشاريع العمرانية وارتفاعها، انما في بعض العقول التي مازلت لاتدرك قيمة معنى الامانة، إنّ تفعيل الشعار “مرابع الأجداد أمانة ” يقودنا الى ما يتطلبه مجتمعنا من أمانة لينعكس أثر الشعار على الفرد والمجتمع في ممارسته اليومية مع نفسه ومع الآخرين في كل متطلبات الحياة ومجالاتها ليكون ما يحتم عليه معاني الوطنية. من الولاء والانتماء..

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *