اليوم الوطني ……… وأمانة الوطن

بدأ العد التنازلي للاحتفال باليوم الوطني للدولة … يوم ينتظره الجميع ويستعد له الجميع ويفرح بلقائه الجميع ويحمل شعاره الجميع.. إنه الوطن والأرض والسكن، الذي جعل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين خروجه من مكة مهاجرًا إلى المدينة يقولُ: “واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إليَّ ولولا أن أَهْلَكِ أخرَجوني منكِ ما خرجت”، مرابع الأجداد أمانة؛ هو الشعار الذى سيرفع ويتداول ويتغنى به شعرًا وكلمات، ولحنًا، لا ضير، فالتعبير عن تلك المناسبة والحب للوطن واجب، ومن حقنا أن نحتفل يدفعنا الإحساس بقيمة الوطن حبًا وانتماءً وولاءً، ولكنه سينتهي وقته وزمنه ومناسبته، ليبقى الحفاظ على المرابع متأصلًا في ذواتنا طالما نلامس ترابها، ونتعطر بنسائم هوائها، ونستنشق رائحة بحرها وضفافها وشواطئها، ونتزود من خيراتها. طالما هي مقر أجدادنا وآبائنا، شعار ينقلنا إلى قيمة جميلة أخلاقية وسلوكية، مكون أساسي لمصداقية الانتماء والولاء للوطن مرابع الأجداد، إنها “الأمانة” هل هناك أعمق منها للحفاظ على الوطن بكل معطياته المادية الثقافية الأخلاقية السلوكية، متى ما استقرت في ذواتنا صلحت معها مرابعنا، فأمانة المرابع لم تنتهِ بالحفاظ على البيئة بمكوناتها ومجالاتها وتنوعها فحسب، بل باستمرارها وشموليتها وتعزيز مفاهيمها في ذواتنا كقيمة سلوكية وخلقية نسير في أغوارها، كما أمرنا بها ديننا الحنيف؛ بقول الله في كتابه: “والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون”، لا يكتمل الحفاظ على المرابع بالحفاظ على البيئة فحسب، هناك قيم وسلوكيات وأخلاقيات وموروثات أليس جميعها تتطلب أمانة للإبقاء على ثوابتها لتكون أوتادا قوية لمواجهة ما يعتري جسد المجتمع من متغيرات أساسها الانفتاح اللامحدود على العالم الآخر؟، وما أحدثته التكنولوجيا العصرية بمجالاتها وتعددها بغثها وسمينها من عصف في الفكر الإنساني بغزوها الفكري والثقافي تحت مسمى الحضارة، والانسياق وراء سرابها وملوثاتها، لم يتوقف امتدادها، ولم تجد من يوقفها، ما زال المجتمع يتناقل في المنصات المجتمعية ما يعتري الوطن من سلوكيات غريبة إنسانية لم يعهدها سابقا استنكارًا واستهجانًا انتشرت ظواهرها المنتنة بين الشباب، الإلحاد، الجنس الثالث، المسكرات، مسايرة الطقوس العقائدية لديانات مختلفة، انتشار المسكرات، رياضات التأمل، واليوغا وغيرها امتدادها لا يتوقف، كما لا يتوقف استنكارها. الوطن أمانة، هذه الأمانة يجب تحقيقها في سواعد الوطن من الشباب كلا الجنسين، ليكونوا قادرين على مد جسور التنمية بكل ثبات وقوة بخلق قويم، وقيم سامية ومبادئ ثابتة، يبدأ من الأسرة نواة المجتمع القدوة “أمانة” الأبناء في التربية والمراقبة والتقويم وتعزيز الانتماء، وتحصينهم من العواصف الدخيلة، والأفكار المغرضة، والعقائد المسمومة والمعاول الهادمة التي نلاحظ مع انتشار التقنيات الحديثة والانفتاح المباشر على العالم الخارجي انتشار زوبعة التقليد للحضارة الغربية بكل ملوثاتها الفكرية والثقافية، ثم مسؤولية أصحاب الشأن والقرار في تنقية المجتمع من شوائب الدخان السام الذي خيم على أجواء المجتمع، وضرب بيد من حديد على من يريد تلويث المرابع، وحماية المرابع من الأفكار الضالة التي لا علاقة لها بقيمنا وعاداتنا واجبنا جميعا.

والشائعات المغرضة التي تبناها أصحاب الأفكار الضالة، ومن يريد زعزعة المجتمع وتفكيكه بتجسيد القبلية والعصبية بين أركانه، كما واجبنا في المحافظة على مقدراته المالية، ومن يحمل على عاتقه هذه المسؤولية الجسيمة في العمل بدءًا بالموظف وانتهاء بالوزير وأصحاب القرارات، المواطن الصالح هو من يحمل على عاتقه أمانة المرابع وحمايتها بكل أركانها، لا يقيده احتفال أو شعار. هل سيكون الشعار ملازما لنا في حياتنا، أم سيكون مؤقتًا بانتهاء الاحتفالية باليوم الوطني؟…

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *