عنوان استقيته لمجموعة قصصية للكاتب طه حسين تتحدث عن معاناة الناس بشتى الأشكال والأنماط الفقراء والمرضى والمعدمين، وكيف أن الحياة ظلمتهم ورمت بهم في المجهول، اليوم واقعنا نموذج للحدث الذي ورد في مجموعة الكاتب، بصورة واقعية ونمط واسع، ماذا نرى!! زرافات وجماعات من البشر في دولنا الاسلامية والعربية تعاني الهجرة القسرية وافتقار المأوى الآمن، والفقر الذي قورن بالكفر، والذي استعاذ منه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث «اللهم أني أعوذ بك من الكفر والفقر».. «غزة « اليوم نموذج حيّ للمعذبين في الأرض على ما نراه أمامنا اعلاميا كما تنقله قناة الجزيرة، من الأراضي الفلسطينية، التي هي مطمع الكيان الاسرائيلي،، يسبقون الزمن من الشمال الى الجنوب بأمراضهم وجراحاتهم.، شيوخهم بعصيهم وأطفالهم بأحلامهم، يحملون احتياجاتهم الضرورية، يدفعهم الشوق الى منازلهم ويتغلب الحنين على نزف الجراحات والآلام التي تخللت أجسادهم، لرؤية ما خلفته الجرائم الصهيونية من اطلال لبيوتهم، التي سويت بالأرض بآليات العدو وحلفائه ليعيشوا على ترابها،فليس هناك حب للانسان أغلى من مسقط رأسه الوطن مولده وأمنه واستقراره،،
…. نتألم حين تجرف الكوارث الطبيعية الفيضانات والحرائق والزلازل الآلاف من البشرية إلى دائرة الموت أو الشتات بلا مأوى بلا غذاء وكساء بلا ماء ودواء، لكننا نؤمن أنه قدر الله واقع في أي مكان وزمان كما هي الأقوام السابقة،،
…. ولكن ألمنا أشد اليوم ونحن نرى أخطبوط الموت ينشب مخالبه على أهل غزة من جهة، والشتات إلى المجهول من جهة أخرى، حين تفرض عليهم الهجرة القسرية من أرضهم سكنهم ومأواهم ورزقهم وأمنهم من عدو محتل غادر !! تائهون بين ركام منازلهم وبين الاستنجاد بالأنظمة العربية التي وضعت ضمائرها في الثلاجة وأحكمت عليها بمصالحها، الآلاف يسابقون الزمن بشوق وحنين لرؤية ماتبقى من أطلال بيوتهم وممتلكاتهم التي دُكّت بآليات وصواريخ العدو الاسرائيلي وحلفائه، الذي يسعى الرئيس الأمريكي بعد المفاوضات والاتفاق على بنود ايقاف الحرب، الى تهجيرهم والاستيلاء على أرضهم قسرًا بتصريحاته المستفزة التي قوبلت بموقف موحد من بعض الدول التي وضعت في جدولة التهجير بالرفض، وموقف حماس الذي أصدرت بيانا برفض الاستسلام لجرائم التهجير القسري خصوصًا في شمال قطاع غزة،. يرفض أي مخططات لترحيله وتهجيره عن أرضه « الفلسطيني ملتصق بأرضه، والقضية الفلسطينية قضية عربية اسلامية، ومهما بلغ التهديد باستعمال سلاح المساعدات وسلاح الدعم للضغط
الا أن الصمود هو السلاح لمواجهة أي قوة تخترق جداريات الأرض والوطن، ويبقى قدر الله وقوته هما الحكم الفاصل في انتزاع الصهاينة وحلفائهم وجبروتهم من الأراضي الفلسطينية، كما جاء في قوله «يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين « وحين ينطق الحجر فيقول: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله».