المعارض التجارية ما لها وما عليها

حين تعود المعارض التجارية لتشق طريقها قبل شهر رمضان المبارك في المجتمع، نتوقع أن تكون بصورة أفضل من سابقها وأن تكون سلبياتها محورًا للدراسة من الجهات المختصة، ليس في عرض المنتجات التي جميعها يغلب عليها التكرار السنوي، وليس في طريقة العرض والتسويق اللذين يميزان البعض عن الآخر، إنما في الأسعار الباهظة التي يشوبها الجشع والطمع والاستغلال وتتكرر سنويا وتزداد، دون رقابة وتقنين، منتج واحد يختلف سعره ما بين المعرض وما بين بلد المنشأ، وما بين المعرض والأسواق المحلية، نشتكي ونتذمر وننتقد ونقارن ومع ذلك تتزاحم تلك المعارض من المستهلكين بالشراء وفي سباق ماراثوني، تعمى البصائر عن الغلاء، وعن اختلاف الأسعار وعن جودة المنتج، وعن التلاعب بالعقول، وتزداد المعروضات برصيدها من الارتفاع. وطبيعي في وجود مشترٍ فتأخذ الأسعار نصيبها من الارتفاع، والطامة الكبرى التي تشغل تفكير المستهلك البحث عن المنتج الأغلى سعرًا لمجرد السمعة والكشف عن الهوية الاقتصادية، بالرغم من وجوده في الأسواق المحلية وأسواق الدول المجاورة، وبأسعار أقل، نفس الوجوه، نفس الشركات، نفس المنتج تتكرر محليا وخليجيا، وبعضها يعاد عرضه سنويا بعد تخزينه، ومعظمها تتعلق بالمستلزمات النسائية عطور بخلطات مختلفة ما أنزل الله بها من سلطان، ومسميات مغرية، وطريقة عروض مختلفة، لجذب المستهلك، عبايات وجلابيات بألوان مزركشة نجدها في موطنها من دول الخليج أقل سعرًا وندرك ذلك، ولكننا نلهف بشرائها – مع الأسف – عرضت إحداهن للتنبيه ومن خلال «الواتساب» عباءة قيمتها في موطنها 160 ريالًا، في أحد المعارض في الدوحة بيعت بـ 10 أضعاف السعر، وهكذا تتفاوت الأسعار، وهكذا تستغل العقول، وهكذا ينشب الطمع مخالبه، وفي مجتمعنا بالذات التسابق العشوائي في الشراء والاقتناء ديْدن الكثير من النساء من منتوجات المعارض التجارية القائمة دون التفكير بالأسعار، ودفع الآلاف والمئات من أجل منتج لا يستحق، تدفعهم السذاجة والمادة المتوفرة لذلك أصبحت أرض قطر مأوى للربح السريع المرتفع وفرصة للبيع، لكثير من التاجرات والشركات الخليجية، خاصة فيما يتعلق بالمستلزمات النسائية والتلاعب في أسعارها بارتفاع خياليّ لا مبرر منه ولا يستحق، ولكن يبقى المشتري هو الحكم والقاضي في عملية الشراء من حيث الإدراك والتوازن والتقنين، خاصة أن الكثير لديهم الوعي بالأسعار المرتفعة، ويشتكون من الارتفاع في الأسواق المحلية إلا أن المعارض على رؤوسها الطير، لا يمنعهم الغلاء ويتقبلون الارتفاع، تناقض في التعامل والقبول دون البحث عن الجودة.

…. ندرك أن المعارض التجارية من اهتمامات الكثير من الدول، هي تدخل في باب المنافسة التجارية من الإنتاج والتنوع والابتكار وتبادل الثقافات، وتعزيز التعاون واكتساب الخبرات، كما هي وسيلة لتسيير الحركة الاقتصادية من الركود، وهذا لا جدال فيه، كما أننا ندرك ارتفاع قيمة المساحة الإيجارية رغم اختلاف الأسعار من جهة إلى أخرى وتزداد ارتفاعا، وطبيعي هذا الارتفاع ينعكس على أسعار المنتجات المعروضة، لذلك لابد للجهات المختصة بوزارة التجارة والصناعة أن تولي اهتماما بمراقبة ومتابعة الأسعار حتى لا تكون هناك فجوة بين أسعار المعارض والخارج … وحتى لا تلقي ارتفاع المساحات المؤجرة ظلالها على استغلال المستهلك ويكون شماعة لارتفاع الأسعار..

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

شهر يأتي ويرحل.. وحروب لا تنتهي

بالأمس كنا ننتظره ونبارك بقدومه، إنه شهر رمضان المبارك، اليوم سويعات قليلة سيرحل، وما بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *