ما زال التضارب في الآراء ما بين مؤيد ومشكك وسلبية وإيجابية تفاعل لقاح “كوفيد – 19” قائماً، وهناك تفاؤل يشوبه الحذر في فاعليته، وآخرون شابههم الشك باعتباره فرصة للربح ومحاولة هيمنة وسيطرة الدول الكبرى على اللقاحات، فكل يدلو بدلوه، وما بين الأخذ والامتناع احتار الفكر الإنساني في معمعة ما ينشر عبر المنصات المجتمعية، التي أصبحت مسرحاً لكل من هب ودب تحركه الشهرة الإعلامية والظهور الإعلامي بصوت فارغ من عدم الوعي والمعرفة، امتزجت آراء العوام بالأطباء وذوي التخصص، والأحاديث العامة اليومية وآراء أدعياء العلم والطب!، فكل له أسبابه ومبرراته، والجاهل أصبح عالماً، فاللقاح مفروض والتريث مطلوب، وما يزال الإنسان عاجزاً عن إدراك تأثير اللقاح مستقبلاً، وعلى المدى البعيد على صحة الإنسان، فهو كغيره من اللقاحات السابقة للأمراض الموبوءة التي تعرضت لها البشرية كالسل والطاعون والجدري وغيرها، فكل ذلك مرهون بقدر الله الذي لا يعلم الغيب إلا هو.
اجتهادات ودراسات طبية تخصصية ومختبرية أوجدت اللقاح باختلاف الدول المصنعة، وما بينهما التنوع في جودة المواصفات والنوعية بين الشركات الطبية المنتجة، وفرضيته لوضع حدٍّ لسريان الوباء القاتل الذي شل حركة التواصل الإنساني وهتك بالملايين من البشر على مستوى العالم، كما هو الكساد الذي ألم بالاقتصاد العالمي خلال فترة انتشاره، فالرغبة في العودة الطبيعية للحياة مطلب للدول والأفراد، والتسارع في الحصول على اللقاح هدف، نتيجة استمرارية الوباء وانتشاره في بعض الدول وارتفاع سقف المصابين والموتى، والإغلاق التام خاصة بعد ظهور وباء آخر أسرع انتشاراً وأقل ضرراً كما قيل، ومعه استدعى إغلاق المطارات وشل الحركة اليومية، فالعالم حبس أنفاسه منتظراً بريقاً من النور للخروج من النفق المظلم من أزمة كورونا وسط إغلاق وقيود مشددة، وتداعيات اجتماعية واقتصادية مؤلمة، فما اللقاحات إلا بارقة أمل لعودة الإنسان والمجتمع لطبيعة الحياة، لذلك تسارعت الدول في توفير اللقاحات وتنفيذها.
…. دولة قطر من أولى الدول الحريصة والمتسارعة في توفير اللقاح، من الشركة الأمريكية فايزر – بيونتك المضاد لفيروس كورونا المستجد بمجانية التعاطي للجميع، والذي تم استقبال شحنته الأولى يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من ديسمبر والتسريع في تنفيذه على الكثير، وفق العمر الزمني والتاريخ الصحي والمرضي للإنسان، بالإضافة للعاملين في القطاع الصحي، ووفق استجابة الفرد في الأخذ أو التأجيل، وظهور الكثير من المسؤولين على الساحة الإعلامية في تعاطي اللقاح، ومنهم المتعاملون مع المرض والمختصون في الأمراض الانتقالية تأكيداً لسلامة اللقاح وجودته في التعاطي والحد من انتشار الوباء، لكن ليس معنى ذلك أن يأخذ الإهمال سيره في عدم الالتزام بالشروط الاحترازية وعدم الدقة في تنفيذها، خاصة في مواقع التجمعات الاجتماعية الخاصة كالزيارات والأعراس والأحزان التي نلمس الآن فيها عدم الالتزام بالكمامات والملامسة المباشرة وعدم ترك مسافة، وبلا وعي بأن الوباء ما زال موجوداً، والتعرض للإصابة محتملاً، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت. فالمؤشرات الطبية الإحصائية بعدد الإصابات اليومية متذبذبة ما بين الارتفاع والانخفاض نتيجة عدم الالتزام، وهناك موجة وبائية وإن قلت خطورتها فهي أكثر انتشاراً، وأصابت بعض الدول الأوروبية التي سارعت في اتخاذ إجراءات الإغلاق منعاً من الانتشار، وربما بوادرها ورذاذها تحمله أجساد القادمين من بريطانيا وجنوب أفريقيا فيجب توخي الحذر، فتأكيد المسؤولين المختصين في الأمراض الانتقالية بفاعلية اللقاح وضرورة أخذه للمصلحة الفردية والمجتمعية للحد من الانتشار، والتأكيد على ندرة أو عدم تأثيره مستقبلاً على الصحة لم يأتِ إلا من خلال التأكيد على ما قامت عليه إدارة الصيدلة والرقابة الدوائية في الوزارة بدراسة ومراجعة مكثفة للقاح ونتائج الدراسات السريرية التي تمت على فئة من المتطوعين كما أكد عليه المصدر بالوزارة.. نسأل الله للجميع العافية والتعاون.