بين ضياع الهوية وهدم العقيدة وطمس العرف الاجتماعي، تشوهت معالم المجتمعات الإسلامية منهجها وثقافتها وسلوكها، نتيجة ثقوب التغريب والتزييف الذي لمس الفكر الإنساني خاصة الفئة الشبابية، فاليوم ماذا نرى؟! وماذا نستنكر؟! سلوكيات وعادات وأخلاقيات وأعراف تحاكي المنهج الغربي وجدت لها أرضية ممهدة لتجني ثمارها وتزداد ومضاتها، كلما برزت ظاهرة وأخذت مساحة من الانتشار تخالف طبيعته الدينية وتتناقض مع عاداته وتقاليدة محاكاة بالفكر الغربي ومعتقداته كلما ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالاستنكار والاستهجان وهذا مسلك صحي في مجتمع مسلم منهجه القرآن الكريم يدرك من خلاله ما هو منكر وحرام وما هو مرفوض ومخالف، كما يدرك مدى العقوبة الإلهية التي ستحل عليه عاجلا وآجلا حين تتخذ المنكرات المناقضة والمنافية سبيلها من الانتشار وعدم الاستنكار. وحين يتوشح المجتمع بسلوكيات الغرب ومنهجه ومدى تأثير ذلك على سلوكيات الفكر الشبابي المعاصر الذي يرى اتباع الغرب والتأسي بفكره والاقتداء بسلوكه تقدم وتطور نتيجة فقدان الوعي الديني والثقافة الدينية ونتيجة الانغماس في ملذات الحياة وزخارفها..
… ما إن تبرز ظاهرة في المجتمع وتتخذ موقعها من الاستنكار على الصفحات الإلكترونية حتى تلحقها ظواهر أخرى نتيجة عدم المنع وعدم المعارضة في تقييم ماهية المجتمع الإسلامي عن المجتمع الغربي ولكن إلى متى؟!! كما هو الاحتفال بعيد المسيح كل عام. والظواهر التي تتبعها من احتفالات صاخبة وانتشار أشجار الزينة ومجسمات بابا نويل في المجمعات والبيوت والفنادق، حتى أصبحت عادة ملزمة افتراضية وتقليدا أعمى وتزداد كل عام،، دون إدراك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين) ومن موالاتهم التَّشبُّه بهم، وإظهارُ أعيادهم، وهم مأمورون بإخفائها في بلاد المسلمين؛ فإذا فعلها المسلم معهم؛ فقد أعانهم على إظهارها».
…. بالأمس القريب ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بظاهرة جديدة. معلنة غريبة من أحد النوادي الغربية لم يكن لها وجود سابقا تدعو إلى الاستمتاع كل يوم سبت بجو التنزه مع الأطفال في الحديقة واصطحاب الحيوانات الأليفة، بشرط عدم الالتزام باللبس الشرعي ومنه الحجاب، مرفقا ببعض الصور التي تتنافى مع طبيعة المجتمع الدينية والثقافية، لماذا إذن لم يستنكر المجتمع هذا الأسلوب الانحرافي الذي يدل على التعمد في زعزعة القيم الأخلاقية والسلوكية بين أفراده؟!! لماذا ضجت وسائل التواصل بتوجه الاستنكار إلى المعنيين بالدولة بالمراقبة والرفض والمنع؟!! وصدق ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: «لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا حجر ضب خرب لدخلتموه.
…. ها نحن في زمن التقليد الأعمى وزمن الحجر الضيق ذي الرائحة المنتنة وشدة ضيقة ورداءته،، ناقوس خطر ينذر باستهداف عقول الشباب وانزلاق خطاهم بالانحراف عن الدين وقيمه بمثل تلك العادات السيئة، التي إن لم تجد لها صدى بالمنع والحظر والمراقبة من المسؤولين ستكون بداية لمظاهر أخرى غربية تمتد بوادرها وتجني ثمارها الانحرافية بما يتناقض مع ثوابتنا وقيمنا الدينية والثقافية والاجتماعية وهذا هو الهدف، فلنحذر العواقب الإلهية ولتكن الأقوام السابقة لنا عبرة..