مشاريع البنى التحتية وبطء التنفيذ.. من المسؤول؟!

تحولت الشوارع في جميع مناطق الدوحة ومدنها الى ورشة عمل لم تتوقف، طالت الرئيسية والفرعية والسكنية والتجارية، فأدى ذلك الى اختفاء بعض معالم البيوت السكنية والتجارية ومواقعها نتيجة الانحناءات والحفر والتحويلات والمطبات والرمال المتراكمة، حتى “غوغل” يعجز عن الوصول اليها الا بصعوبة، والذي لولاه “غوغل” لضاع فكر الانسان ويئس من الوصول لهدفه، وطبيعي أن يحدث التذمر والازعاج والاستياء لسائقي المركبات والركاب والسكان، وطبيعي أن يحدث الازدحام، وطبيعي أن تبعد المسافة للمكان المتوجه اليه نتيجة كثرة التحويلات، وطبيعي أن تتأثر لوجود المطبات المرتفعة، الا أن الدولة اليوم في سباق زمني للوصول لنقطة معينة من الانجاز في البنى التحتية وتحديثها وفي تجديد بعض المناطق القديمة وازالتها، وفي اقامة مشاريع عمرانية خدماتية وسكنية، وهي مقبلة على حدثين رياضيين عالميين مونديال عام 2022 ثم آسياد 2030، وطبيعي هناك مناطق عفا الزمن عليها، مترهلة هشة تحتاج الى الازالة الكاملة في مبانيها وشوارعها ومحالها التجارية، كما هي المنشآت العمرانية التجارية الحكومية والخاصة المشوهة لجماليات الدوحة الحديثة بترهل واجهاتها وقدم مبانيها.

منطقة مشيرب نموذج لمدينة عصرية ذكية تواكب فترة زمنية مستقبلية قادمة ممزوجة بملامح وخطوط قديمة لتثبيت المكونات التراثية والحفاظ على نسيجها العمراني التاريخي كما كانت عليه باعتبارها تمثل هوية الانسان القطري، وأصبحت كمعلم سياحي جاذب، ولو أن هناك بيوتا لم يشملها التحديث والتجديد، وغفل عنها مسؤولو ادارة التخطيط العمراني بوزارة البلدية والبيئة وهيئة الأشغال، فضاعت بين ركام المباني العصرية المستحدثة وضاعت معها الهوية والتاريخ وأسماء قاطنيها، وغيرها من المناطق التي فقدت هويتها التراثية والتاريخية والسكانية والمكانية بإزالتها كاملة دون الافصاح عن مسميات قاطنيها وتاريخهم، كما هي الخطوط التاريخية التراثية التي تميز “سوق واقف” “وسوق الوكرة” اللذين أصبحا من المعالم السياحية بصبغة حديثة ممزوجة بعبق الماضي، اليوم الدولة في أوج الاستعدادات لاستضافة الحدث العالمي الرياضي الكبير وأحداث أخرى قبل وبعد المونديال، ومع التحديث والتغيير في مشاريع البنى التحتية والعمرانية وخاصة في المناطق الداخلية والفرعية هناك مناطق يشوبها البطء في التنفيذ، فتتسبب في عرقلة حركة السير وحركة سكان هذه المناطق، كما أن وجود الحفريات العميقة المفتوحة المتوقفة دون ردم وعمل يشكل خطرًا على السيارات والاطفال في مناطق تواجدها، أيعقل أن تبقى الحفر أشهراً طويلة دون التحرك في ايجاد حلول لها، ودون متابعة الشركات المسؤولة عن تنفيذها، من المسؤول؟!.

ندرك أن التغيير والتحديث والاصلاح ضروري، لكن لا ندرك طول الفترة الزمنية الطويلة وبطء الشركات في التنفيذ والردم وخاصة أن الشوارع الفرعية الداخلية الضيقة المتداخلة البيوت العشوائية البُنى التي لم يلمسها التخطيط المسبق، ويصعب دخولها مع وجود الحفر والمطبات والانحناءات، وهذا ما نلمسه في الواقع متاهات ضيقة لا نهاية لها، ومطبات عشوائية، ولوحات تحذر من وجود أعمال حفريات، وحفر عميقة مفتوحة، فأين المسؤولون عن متابعة أعمال الشركات المنفذة للمشاريع وخاصة الشوارع في المناطق الداخلية؟.

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *