كورونا عودٌ على بدء

بدأت بعض الدول في اغلاق مطاراتها نتيجة تفشي جائحة كورونا، منها بعض دول الخليج، بالرغم من اعتماد اللقاحات وسريانها في معظمها وبنسبة عالية باختلاف المسميات والأنواع، وباختلاف الآراء الطبية في مفعولها. لكن تبقى اللقاحات هي المأمن الواقي الذي يعتمد عليه في تقليل الاصابات من انتشار وباء كورونا، في ظروف أصبحت العقلية الانسانية الى الآن لم تستوعب أهمية تطبيق الاحترازات الطبية في انحسار الجائحة، تحد أم مغامرة أم تخلف أم اهمال أم استهتار وغيرها من المصطلحات اللغوية التي تتحكم في هذه العقلية البعيدة عن الثقافة التي تعتبر الدينامو الذي يحرك مؤشر العقلية الانسانية والتوجهات السلوكية نحو الخطأ والصواب، والنفع والضرر، والوعي واللاوعي.

لذلك، لا نستغرب الارتفاع الرقمي في الفترة الأخيرة لعدد الاصابات من الجائحة، سواء في الحجر أو العناية المركزة، كما لا نستغرب مضاعفة القلق والخوف اللذين استحوذا على تفكير الانسان، والذي يعتبر هو المصدر الاساسي في مؤشر الارتفاع والتفشي الذي حل على المجتمع مع تخفيف القيود الاحترازية والمراقبة والمحاسبة والعقاب، أليس هناك مناسبات اجتماعية مثل العزاء وطول مدته والزواج وتبعاته قبل وبعد القائمة في البيوت بأعداد لا حصر لها، وبدون احترازات وقائية ومراقبة ومجاملات من المصافحة والعناق، والتقارب المباشر نراها في الواقع من المسؤول؟!.

أليس هناك سهرات قائمة داخل البيوت والعزب والشاليهات دون احترازات فمن المسؤول؟! أليس هناك تجمعات في تفعيل وممارسة بعض الظواهر الدخيلة الغريبة المصبوغة بالصبغة الغربية، وما يسمى توديع العزوبية”؟.

برايدل شاور “Bridal shower” ومعرفة الجنين “جندر ريڤيل” Gender reveal وغيرها، ناهيك عن الاحتفالات الأخرى الغريبة عن مجتمعنا وما يدور فيها من استهتار ومنكرات سلوكية تدك من هولها الجبال وكرنفالات ومهرجانات ومعارض تجارية، وأنشطة رياضية من المسؤول؟، جميعها يزداد فيها الحد المسموح به وبلا تباعد، استقبال ونحن نعيش قلقًا وبائيًا لا ندرك زمنه ولا حجمه ولا آثاره مستقبلا ولا تبعاته القادمة.

ولا ندرك هل هو ابتلاء رحمة أم ابتلاء غضب من الله!

نعم نحن اليوم المسؤولون، وزارة الصحة بطاقمها الطبي والتوعوي والخدماتي قامت بدورها مشكورة، كما هي مسؤولياتنا في الاسراف والتبذير والبطر المادي الذي اجتاح العقلية الانسانية بلا وعي أو خوف من الزوال المصاحبة للمناسبات باختلافها، وما يحدث فيها من تجمعات، والمجتمع يعاني القهر من الارتفاع في الاسعار، وكما هي مسؤوليتنا في المجاملات أثناء المصافحة بلا كمامات، فمؤشر الارتفاع المفاجئ لأعداد الاصابات كبير ومقلق بعد الاطمئنان بالانخفاض، الذي شهده المجتمع في الفترة السابقة، نتيجة التراخي والتساهل في تطبيق الاحترازات الوقائية، وها هو العالم الآن في موجة لسلالات جديدة قادمة أكثر انتشارًا، ومعه عادت الى المربع الأول من الاحترازات في الاغلاق التام، وكشف عنه المؤتمر الصحفي لوزارة الصحة الذي عقد بتاريخ 28/ يناير 2021 حول آخر التطورات المتعلقة بلقاح كورونا، الجميع على بينة بالانتشار والضرر، والجميع يرى الشبح الصامت الذي خيم على أغلب شوارع الدول، والجميع لديه عقل يستطيع أن يستخدمه في الاتجاه الصحيح، لكن المجاملات طغت على سلوكنا على حساب صحتنا، نخشى أن تغلق دول المنشأ المنتجة للقاحات أبواب التصدير، للدول المستوردة، فها هو الاتحاد الأوروبي يطبق ضوابط تصدير على لقاحات فيروس كورونا المنتجة على أراضيه وسط خلاف حول نقص التسليم، وها هو يحذر الشركات المنتجة للقاحات فيروس كورونا، من أنه يجب عليهم تسليم الامدادات المتفق عليها، وسط مخاوف من أن التخفيضات قد تعرقل بشكل خطير جملة التلقيح، وبعده نخشى أن نتباكى على اللبن المسكوب، الذي سكبناه بسلوكنا واهمالنا واستهتارنا.

نخشى أن يتسارع الانتشار ويتسع نطاقه ولا يمكن السيطرة عليه، لا قدر الله، في ضوء التصارع الأوروبي على تصدير اللقاحات للدول المستوردة، وفي ضوء عدم التزامنا بالاحترازات الوقائية.

عن Aisha Alobaidan

شاهد أيضاً

وزيرة التعليم.. ومبادرة تستحق الإشادة

يقال أول الغيث قطرة، ونحن نستبشر بقطرات خير من خلال تصريح سعادة وزيرة التربية والتعليم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *